د.هند الشومر
توالى عدد كبير من الوزراء على حقيبة وزارة الصحة على فترات قصيرة متتالية ولذلك كان من الصعب الإصلاح وتطوير الخدمات الصحية ليس لعدم اهلية هؤلاء الوزراء ولكن لقصر الوقت الذي قضاه كل منهم على رأس هذه الوزارة، ولأن معظمهم من غير الأطباء مما يتطلب مكثهم فترات طويلة حتى يستطيعوا التعرف على الوزارة بجميع إمكاناتها ومعرفة مواطن الخلل لإصلاحها، لاسيما بمساعدة المسؤولين في الوزارة وعدم الانخداع ببعض الآراء المضللة.
ولا شك أن اختيار د.هلال الساير لوزارة الصحة له الأثر الكبير الذي يلمسه الجميع في الوقت الحاضر في توجه وزارة الصحة إلى إصلاح مواضع الخلل وتعديل وترتيب الأمور وإعادتها الى نصابها، وكان الدليل واضحا عندما حدثت كارثة الجهراء، رحم الله الموتى في هذه الكارثة الفريدة من نوعها والجديدة على مجتمعاتنا الإسلامية، وندعو بالشفاء العاجل للمصابين، إذ كان الوزير د.هلال الساير من أوائل الذين تواجدوا في ساحة الحدث وكان متابعا لحالات المصابين في هذه الفاجعة وتعليماته اليومية للعناية بالمصابين وتوفير أفضل سبل العلاج لهم، وطلب إحضار عدد من المتخصصين من الدول المتقدمة للمساعدة في علاج المصابين، وهذا كان دليلا واضحا على تفانيه في عمله وحرصه على مصلحة الوطن بالدرجة الأولى. ولا يخفى علينا مرض انفلونزا الخنازير والذي بدأ بالانتشار قبل توليه حقيبة الوزارة وحرصه على الشفافية في الإفصاح عن المعلومات وعن المصابين وطرق الوقاية وحرصه على توعية المواطنين والمقيمين بأخطار هذا المرض، ولايزال يبذل قصارى جهده لتوفير العلاج واللقاح اللازم طبقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية ومركز الوقاية من الأمراض بالولايات المتحدة الأميركية. إنه أثبت بالفعل أنه الرجل المناسب في المكان المناسب ولكن هل يستطيع منفردا القضاء على كل ما يمكن أن يسيء للخدمات الصحية أو يمنع تطويرها؟ لابد من تعاون الجميع سواء من العاملين بالوزارة أو من خارجها، وكذلك تعاون زملائه معه من وزراء أو اعضاء مجلس امة، و«ربع تعاونوا ما ذلوا».
فلنعمل معا ولنتكاتف للنهوض بالخدمات الصحية ولنحارب كل من يحاول ان يعبث بهذه الخدمات لمصالحه الخاصة ولنكافح جميع أوجه الفساد والتراجع بالخدمات لأننا في النهاية نعمل من أجل مصلحة وطننا الغالي ونحافظ على سمعته وسمعة وزارة الصحة في الداخل والخارج وأمام جميع المحافل الدولية، أقولها بأعلى صوت: نعم.. الدكتور هلال الساير هو الرجل المناسب في المكان المناسب وهو الرجل الذي عرف عنه انه وطني بمعنى الكلمة والذي يسعى دائما لإحقاق الحق والقضاء على الباطل فليسدد الله خطاه في مسيرة الخير.