قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته».
إن أي إنسان يوكل إليه أمر ما، فهو مسؤول عنه أمام الله وأمام المجتمع وتقع المسؤولية عليه في عمله وفي حياته اليومية سواء كان في منصب مهم أو كان موظفا عاديا أو حتى عامل نظافة.
فإن كان في منصب حساس كوزير فإن ذلك يحتم عليه أن يقوم بإنصاف المظلومين وتحقيق العدالة بين العاملين في وزارته ولا يستجيب لرغباته الشخصية أو رغبات المقربين منه لأن الحساب بيد الكريم العادل الذي يمد له للبقاء في منصبه ليختبره، حيث ان المنصب فتنة فإما أن يلتزم بما شرعه الله أو يلجأ لمصالحه الشخصية إذ لا يعني بقاؤه مدة طويلة في منصبه أنه لن يحاسب ولكن الله يختبره لإعطائه فرصة للعودة إلى الحق ونصرة المظلوم وتحقيق العدالة بين العاملين إن لم يكن كذلك.
أما إن كان موظفا عاديا فيجب أن يحرص على أداء واجبات عمله بما يرضي الله سبحانه وتعالى دون تراخ في العمل، وإن كان عاملا لابد من أن يقوم بعمله على أكمل وجه كما هو منصوص عليه بالعقود الخاصة بالعمل.
ولكن تزداد المسؤولية بازدياد أهمية المنصب حيث ان منصب الوزير يقع على عاتقه وزارة كاملة بجميع موظفيها وعمالها وكذلك أمور الوزارة المالية والإدارية والتي يجب أن يلتزم بواجباته طبقا لما أقره الشرع والدين الإسلامي وعدم قبول أي تجاوزات أو تنفيذ مصالح أو فوائد شخصية.
إن صلاح أفعال الإنسان مرتبط بصلاح أخلاقه فقد عني الإسلام بالأخلاق التي تعتبر ركنا أساسيا في حياة الإنسان وبدونها يصبح الإنسان ذئبا يعدو على أخيه الإنسان ولا يمكن إقامة حياة اجتماعية سليمة بالإضافة إلى عقاب الله في الدنيا والآخرة وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.