بمناسبة الاستعداد للاحتفال بيوم القلب العالمي والذي يوافق 29 سبتمبر فإن الحديث يكثر عن عوامل الخطورة التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية وارتفاع معدلاتها وهي السمنة وزيادة الوزن والتغذية غير الصحية ذات المحتوى العالي من الأملاح والسكريات والدهون وذات المحتوى المنخفض من الفواكه والخضراوات فضلا عن الخمول البدني.
وقد كثر الحديث إعلاميا في الفترة الأخيرة عن أن الكويت تحتل المركز الأول عالميا في معدلات انتشار السمنة وزيادة الوزن ولكن بعد البحث والتدقيق، فقد توصلت لآخر تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية لعام 2015 عن مؤشرات الصحة والوفيات وأداء النظم الصحية في دول إقليم شرق المتوسط للمنظمة، حيث إن الكويت تقع ضمن هذا الإقليم، وقد أوضح التقرير أن معدل انتشار زيادة الوزن بالكويت قد بلغ 75.4% بينما بلغ معدل السمنة 39.7% وهي ليست الأعلى بين دول الإقليم حيث إن معدل زيادة الوزن في دولة قطر بلغ حسب ما جاء بالتقرير 78.1% ومعدل السمنة 42.3% وبذلك فإن الكويت ووفقا لهذا التقرير المهم ليست الأولى عالميا من حيث انتشار السمنة وزيادة الوزن، ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد لدينا مشكلة تتطلب اتباع الأنماط الصحية للحياة وفي مقدمتها ممارسة النشاط البدني بانتظام، إذ إنه حسب ما جاء في التقرير المشار إليه فإن 56.6% من الكويتيين لا يزاولون النشاط البدني بصورة منتظمة ويتفوق علينا في هذا المعدل دول أخرى بالإقليم، أي إن الكويت ليست أيضا الأولى من حيث الخمول البدني على مستوى الإقليم.
وهكذا فإن دقة الخطاب الإعلامي الصحي تتطلب قيام الزملاء بالتدقيق ومراجعة أحدث التقارير العلمية التي تصدرها المنظمات الدولية قبل أن يتهموا الكويت بأنها الأولى في السمنة وزيادة الوزن، وهو ما يؤدي إلى البلبلة والتشويش والقرارات غير الصائبة.