مع تقدم علوم الأوبئة والصحة العامة ودراسة وسائل انتقال العدوى بالأمراض المعدية فقد ألقي الضوء على انتقال العدوى ببعض الأمراض المعدية من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة أو بعد الولادة بالرضاعة الطبيعية. وتعتبر العدوى بفيروس الإيدز أحد هذه الأمراض والتي أدت إلى ظهور مئات المصابين من الأطفال في العالم وترتب على ذلك أن هناك الكثير من الأطفال المصابين بالإيدز بلا ذنب اقترفوه وهم ضحايا لوالدين مصابين أو لأحدهما.
واستنفرت المنظمات الدولية للتعامل مع تلك الحالات ووضع سياسات وبروتوكولات وقائية وعلاجية مع مراعاة حقوق هؤلاء الأبرياء ومكافحة الوصمة والتمييز حيالهم سواء في المجتمع أو في أماكن الدراسة أو العمل أو في المناسبات الاجتماعية، وتعتبر الكويت من الدول ذات الإنجازات المتميزة في هذا المجال من خلال تطبيق بروتوكولات منظمة الصحة العالمية الوقائية والعلاجية، ولكن تبقى أهمية تعديل نظرة المجتمع لهؤلاء الأطفال للتعاطف معهم ودعمهم كضحايا بدون ذنب. إن العديد من الأمراض الأخرى التي تنتقل العدوى بها من الأم إلى الطفل مثل التهاب الكبد الفيروسي وفيروس زيكا وغيرها والتي لا يترتب على الإصابة بها أي وصمة أو تمييز مثلما يحدث في حالة العدوى بالإيدز. لذلك يجب وضع استراتيجيات خاصة لمكافحة الوصمة والتمييز للمصابين بالإيدز على جميع المستويات حيث إن جميع المنظمات الدولية الآن تعتبر الإصابة بفيروس الإيدز كأحد الأمراض المزمنة والذي يستوجب العلاج مدى الحياة على أمل أن يتم اكتشاف العلاج الشافي لهذا المرض. فلنتعامل مع هؤلاء بدون وصمة أو تمييز ليتمتعوا بحقوقهم كاملة ضمن سياق حقوق الإنسان.