تطالعنا وسائل الإعلام مع بداية كل شهر جديد ببشرى من وزارة الصحة باستقدام مجموعة من الأطباء الاستشاريين من الجامعات والمراكز الطبية في التخصصات المختلفة وتتضمن البشرى أن الأطباء الزوار ينتمون إلى مراكز عالمية وأن زياراتهم ستشمل إجراء عمليات وتدريب أطباء وفحص مرضى. وقد صارحتني إحدى الأخوات أثناء مناسبة اجتماعية جمعتنا بالصدفة بأنها عندما قرأت البشرى من الوزارة راجعت احد المستشفيات لطلب الاستشارة من الطبيب الزائر، وفوجئت بأن فترة زيارته انتهت وغادر البلاد واستفسرت بالاستفسار التالي هو هل الطبيب الزائر أكفأ من الأطباء الكويتيين وهل تتأكد الوزارة من كفاءته قبل دعوته للبلاد أم أنها زيارة تنفيع فقط وماذا عن متابعة المرضى بعد مغادرة الزائر إلى بلده؟ وهناك بعض التخصصات لدينا بها أطباء أكفاء وبمستويات عالمية وتشهد لها الأوساط العلمية المرموقة وتتسابق على دعوتهم في المؤتمرات الدولية ليعرضوا أبحاثهم وإنجازاتهم العلمية ولكن مع الأسف كما قال المثل الكويتي «صخلة الفريج ما تحب إلا التيس الغريب»، فلماذا لا نشجع الأطباء الكويتيين المتميزين ونستفيد من خبراتهم وإنجازاتهم وعلمهم ولماذا لا تقوم الإدارة الصحية الجديدة من الدماء الشابة بمراجعة نظام الأطباء الزوار وعدم اللجوء لدعوة طبيب زائر من الخارج إلا بعد التأكد من أنه متميز ويفوق نظرائه في العلم أو الخبرة في تخصص دقيق مع وضع نظام لمتابعة الحالات المرضية بعد مغادرة الطبيب الزائر حتى لا يدفع المريض الثمن من صحته؟ وليستفيد المريض من تكاليف استقدام الأطباء الزوار والذين يصل عددهم إلى نحو 30 طبيبا كل شهرين حسب تصريح الناطق الرسمي لوزارة الصحة في لقائه الإعلامي الأخير والذي كشف فيه بصراحة عن العديد من مثالب الإدارة الصحية البالية وتراكماتها بسبب تعاقب 13 وزيرا على وزارة الصحة وعدم وجود أسس واضحة في تعيين القياديين (حسب ما صرح به في جريدة الشاهد يوم السبت الموافق 15 أكتوبر 2016).