من أشهر الثقوب في العالم ثقب الأوزون الذي تحدثت عنه أوساط كثيرة من منظور علمي ومن خلال تفسيرات واجتهادات بعيدة تماما عن العلم وأصبح ثقب الأوزون حاضرا بشدة في العديد من الدواوين وجلسات شاي الضحى كسؤال يطرحه العامة على الحضور من الأطباء الذين قد تجمعهم المصادفة برواد الدواوين أو جلسات شاي الضحى.
وأصبح الأطباء في مرمى سؤال تقليدي عن مكان ثقب الأوزون ومدى تأثيره على الصحة أو علاقته بالصحة، واجتهد الكثيرون في الأجوبة، والتي لا أشك في أن معظمها قد جانبه الصواب.
ويرجع ذلك إلى أن العلاقة بين الصحة والبيئة تكاد تكون غائبة عن المناهج التعليمية والممارسة الطبية بالرغم من عشرات الأبحاث والاتفاقيات الدولية عن تأثير تغير المناخ على الصحة وأهمية توجيه الدراسات والبحوث لإلقاء الضوء على العلاقة بين الصحة وتغير المناخ والذي أصبح مشكلة عالمية تتطلب التعاون بين وزارات الصحة والبيئة والجهات البحثية المختلفة لتوحيد الخطاب الإعلامي الدقيق عن العلاقة بين الصحة والبيئة وحتى نضع حدا لاجتهادات المجتهدين وننقذ ثقب الأوزون من أي محاولات للعبث به من جانب هواة إطلاق التصريحات الإعلامية الجوفاء والذين ابتليت بهم بعض المؤسسات وأصبحوا يتخفون خلف بعض المسميات التي حصلوا عليها، وصدقوا أنفسهم ولم يجدوا سوى ثقب الأوزون مرمى لفتاويهم غير العلمية.
ولو قام كل مسؤول بتخصيص وقت بسيط لمراجعة الخلفية العلمية لما يصرح به لما وجدنا بعض التصريحات المضحكة وغير العلمية والتي قلبت قضية ثقب الأوزون رأسا على عقب وجعلتها مادة خصبة لتصريحاتهم النارية، والتي كنا في غنى عنها لو أفسحنا المجال للمتخصصين للأحاديث العلمية عن المناخ والصحة، وماذا حدث لثقب الأوزون، وهل تغير قطر هذا الثقب سواء اتساعا أو تقليصا؟