كان لقائي مع الدكتور جمال الحربي عندما كنت أمثل جمعية القلب الكويتية في نشاط التدريب على إنقاذ الحياة لقاء لا يمكن أن أنساه لنشاطه وحماسه والمهارات القيادية التي يتمتع بها، وفهمه لطبيعة العمل وإدارته للأمور بطريقة حرفية ومهنية، ولذلك فقد نجحت المناسبة للقيادة العقلانية الهادئة التي يتمتع بها، وقد تمنيت وتنبأت بيني وبين نفسي أن تتولى هذه الشخصية مهمة ترميم الملفات المبعثرة للصحة وإصلاح الشروخ والجروح العميقة.
لم يكن غريبا على الدكتور جمال الحربي في الأسبوع الأول من توليه الوزارة أن يحرص على القيام بزيارات ميدانية متعددة وأن يجتمع مع الوكلاء ومديري المناطق ومديري المستشفيات ورؤساء الأقسام والموضوعات التي نوقشت في هذه الاجتماعات عبرت عن إلمامه الكامل بالأعراض التي تعاني منها الوزارة، وحرصه على إعادة ثقة المواطن بالخدمات الصحية وحرصه على إرسال رسائل قوية ومؤثرة للجميع مثل: لا تهاون مع الفساد، ولا مكان لمتهاون أو متقاعس ولا تستر على الفساد.
إن تولي د.جمال الحربي لوزارة منهكة ومليئة بالفساد يعتبر تحديا كبيرا، نسأل الله أن يوفقه في هذه المهمة الصعبة، وأن يقوم بمكافحة الفساد وإصلاح ما يمكن إصلاحه لما فيه مصلحة المرضى ومصلحة الكويت حتى تُعاد ثقة المواطن بالخدمات الصحية وبمستشفيات الكويت.
إن الإصلاح لا يمكن أن يكون في يوم وليلة ولكنه يحتاج إلى وقت وجهد مكثف بالإضافة إلى إخلاص وتعاون الجميع واستشعار المسؤولية. ولا نملك إلا أن نذكر الجميع بأنه لا مكان لأي متهاون أو متقاعس ولنتعاون جميعا لمحاربة الفساد، إذ لا يوجد تطعيم واقٍ من الفساد ولا يوجد أي إنسان مُحصّن ضد الفساد لأن الرداء الأبيض قد يخفي بداخله ما هو ليس أبيض. إن حكمة الدكتور جمال وإصراره على الإصلاح بالإضافة إلى هدوئه ستقوده إلى الإبحار فوق الموجات العالية والنجاح في الوصول إلى الهدف، وهو مكافحة جميع أوجه الفساد والمضاعفات التي تسببت في شلل الوزارة والإنهاك الصحي الذي تعاني منه.
ولا يسعني إلا أن أتمنى للدكتور جمال الحربي التوفيق والسداد والقضاء على جميع أوجه الفساد وإصلاح الشروخ جميعها لينعم الجميع بصحة جيدة في ظل القيادة الحكيمة. قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ) [الروم: 41- 42].