لعله قد آن الأوان لأن تكون لدينا وزارة للسعادة ضمن التشكيل الوزاري الجديد بعد انتهاء انتخابات مجلس الأمة وأعني وزارة لنشر السعادة وليس لنزعها، وهذا الطلب ليس بغريب من الناحية العلمية حيث إن الكويت قد شاركت دول العالم في الالتزام بوثيقة مهمة أصدرتها منظمة الأمم المتحدة في سبتمبر 2015 في قمة الأمم المتحدة التاريخية للتنمية المستدامة حتى عام 2030 وكان على رأس وفد الكويت حضرة صاحب السمو الأمير- حفظه الله ورعاه-. وهذا يعني أننا قد أصبحنا ملتزمين ببنود تلك الوثيقة وهي وثيقة التنمية المستدامة والتي تتضمن 17 هدفا تسمى الأهداف العالمية للتنمية المستدامة وينص الهدف الثالث منها على ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار.
وهذا يعني أن الصحة وحدها لم تعد تكفي وأن سقف الآمال حتى عام 2030 سيصل إلى ما هو أعلى من الصحة وهي الرفاهية والسعادة. وأي وزير قادم يجب أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار ويضعه أمامه ويبحث عن خبراء ومستشارين في السعادة والرفاهية وألا تقتصر دائرة مستشاريه على الخبراء في الصحة فقط، وقد يفكر وزير الصحة القادم في تغيير اسم وزارة الصحة لتكون متوافقة مع الأهداف الجديدة وقد يسميها وزارة الصحة والرفاهية أو وزارة الصحة والسعادة.
ولكن وحتى تتحقق السعادة والرفاهية يجب أن يراجع الوزير القادم أداء الوزارة ومدى نجاحها في تحقيق الصحة وإن كانت تستطيع أن تتولى مهمة إسعاد الناس والعمل على تحقيق الرفاهية لهم.
ونصيحتي الشخصية لكل من يعملون في «الصحة» أن يدربوا أنفسهم من الآن على كيفية إسعاد الآخرين بالابتسامة في وجه المراجع والتنافس في قضاء مصالحه وكسر الروتين وحماية المريض من الأخطاء الطبية وغير الطبية، وقبل كل ذلك يجب على أي مسؤول أن يفتح قلبه وبابه لكل مراجع ويستمع له ويساعده مباشرة ودون أي وسيط حتى تتحقق السعادة والرفاهية إلى جانب الصحة حتى تتمكن وزارة الصحة من تحقيق الرفاهية والسعادة بدلا من التعاسة والاكتئاب الموجود حاليا بالرغم من قدرتها المالية والإدارية على نشر السعادة.