تعلمنا في كلية الطب أن للمهنة مكانة خاصة في المجتمع وهذه المكانة مرتبطة بسلوك وأخلاقيات ممارسي المهنة الطبية والمهن الصحية حتى يحترمهم المريض ويثق بهم في التشخيص والعلاج والنصائح.
ولكن مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام تحولت إلى أوكار لتصفية حسابات غير صحية وتجاوزت التغريدات كل الخطوط الحمراء.
وأصبحت الحرب مكشوفة ووصلت لمراحل تكسير العظام وللأسف فإن ما يحدث يؤثر على سمعة النظام الصحي للدولة ويعصف بمكانة الكويت بين النظم الصحية الأخرى.
لقد كانت للكويت مكانة متميزة بين الدول نظرا لإنجازاتها الصحية في العقود الماضية، ولكن الصحة تحولت إلى حلبة مصارعة حرة وملاكمة عنيفة يدفع ثمنها المواطن الذي تهتز ثقته بالصحة وبالأطباء ومعاونيهم الذين تركوا الاطلاع والبحث وتفرغوا لتصفية حسابات شخصية عبر حسابات المواقع الاجتماعية، بل إن مستندات تمس خصوصية المرضى أصبحت الآن تنشر على الملأ دون ضوابط أو أخلاقيات، فماذا حدث بالصحة وبالطب؟ وإلى أين تسير الأمور؟ وهل لا يوجد بيننا حكيم؟ وهل وصلت أمور الصحة إلى طريق مسدود؟! وهل سنستطيع وقف مثل هذه المهاترات والممارسات قبل أن تأكل النار الحطب؟ ويا ليت من يسهرون على المواقع ويبثون التغريدات المسيئة لهم وللوطن وللنظام الصحي وللإنسانية يكرسون أوقاتهم للاطلاع والابتكار ومتابعة الجديد في الصحة والطب ورفقا بنا وبالمجتمع من كل تلك المهاترات والتغريدات التي تبعث على الغثيان، وإن كان البيت من زجاج فلا تقذف أحدا بحجر.
إنني أدعو الجمعية الطبية الكويتية وجمعيات النفع العام التي لها علاقة بالصحة إلى أن تخرج عن صمتها ويكون لها رأي وحضور في الشأن الصحي وأن تنبه الجميع لخطورة الأساليب الرخيصة لتصفية الحسابات، وباعتبار الجمعية الطبية بيت الأطباء فيجب عليها أن تقوم بدورها للمحافظة على أخلاقيات المهنة وسمعة الجسم الطبي بالكويت وهي لا تتجزأ عن سمعة الوطن وأن يكون لها وصفة لعلاج أمراض المهنة سواء كان العلاج بالنصيحة أو بالدواء المر أو بالجراحة إذا تطلبت الحالة إجراء الجراحة ولو وصلت للبتر إنقاذا للجسم الطبي.