إن صلاة الجمعة والجماعة في المساجد لها الأجر والثواب، كما ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولكن هل يجب أن يصلي الجميع في المسجد أم إن هناك شروطا خاصة لذلك؟ لقد ذكرت الأحاديث النبوية أنه لا يجوز لمن أكل البصل أو الثوم أن يصلي في المسجد لأن في ذلك إيذاء للمصلين، بالإضافة إلى الروائح الكريهة الصادرة منه بسبب ذلك أو لأي أسباب أخرى، ولهذا فقد أمرنا الإسلام بالتزين والتطيب للصلاة في المسجد حتى لا يؤذي الآخرين بأي رائحة كريهة قد تؤذي المصلين في المسجد.
وكذلك في هذه الأيام مع انتشار الأمراض والانفلونزا، فيجب على من يكون مريضا أن يصلي في البيت منعا لانتقال العدوى منه للآخرين بالمسجد لأنه يعذر لمرضه.
إن الدين الإسلامي هو دين يسر وليس دين عسر، ويحرص على حماية المصلين سواء من الروائح المؤذية أو من انتقال العدوى بالأمراض المعدية.
ولقد ذكر لي البعض أنه عند ذهابهم للصلاة يلاحظون أن البعض لديه فطريات في القدمين وأثناء الوضوء باستخدام النعال نفسه من الممكن أن تنتقل هذه العدوى للآخرين، فلذلك من الأفضل للمصلي إن كان يرغب في الصلاة بالمسجد أن يعالج أمراضه أولا بدلا من نقلها للآخرين بالمسجد سواء كانت في القدمين أو في الجهاز التنفسي أو أي أمراض معدية أخرى، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»، فالصلاة بالمساجد لها شروطها، إذ ليس الهدف منها إيذاء الآخرين بل هي تساعد على تعزيز روابط الألفة والمحبة بين المصلين، فيجب على المصلين ألا يؤذوا الآخرين سواء بالروائح الصادرة منهم أو من بعض ما تناولوه من الطعام أو من انتقال العدوى منهم للآخرين بالإضافة إلى ضرورة الاستحمام والتطيب قبل الذهاب للمسجد.
إن الهدف من الصلاة في المساجد هو رفع الدرجات حسب الخطى للمسجد وزيادة الأجر وزيادة المحبة والألفة والتعاون بين المصلين، ولكن بشرط ألا يكون فيها أي أذى للآخرين، ولكن إن كان كذلك فمن الأفضل أن تكون في البيت حتى لا يؤثم من تسبب في الأذى للمصلين في المسجد.