من المعروف طبيا أن اللوزتين لهما دور أساسي في حماية الجسم من العدوى بالجراثيم التي قد تجد طريقها له عن طريق الفم وبالتالي فإنها من الأعضاء المفيدة في الأحوال العادية، ولكن عندما يتكرر التهاب اللوزتين بشكل مزمن وتصبح بؤرة للجراثيم فإنها تتسبب في حدوث الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية مثل أمراض القلب وأمراض الكلى والروماتيزم والتي قد تسبب الإعاقة أو الوفاة.
ولا يختلف جسم الإنسان عن جسم النظام الصحي بأكمله بمعنى أن وجود بؤر للفساد عند مداخل النظام الصحي قد تتسبب في حدوث مضاعفات وأمراض ووفيات تؤثر على قدرات النظام الصحي وكفاءة هذا النظام من مستشفيات وأطباء وهيئة تمريضية وفنيين. ومن حسن حظ وزارة الصحة أن وزيرها الجديد د. جمال الحربي استشاري متخصص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة ويعلم جيدا ضرر اللوزتين المصابتين بالتهابات متكررة ومزمنة على النظام الصحي ككل، وبالتالي فإن عليه أن يحدد موعد العملية الجراحية العاجلة لاستئصالها ولا يؤجلها لأن التأجيل له تكاليف كثيرة ولتلافي حدوث المضاعفات أو الوفيات التي نحن في غنى عنها.
وهناك وللأسف أكثر من لوزتين ملتهبتين التهابات مزمنة ولكن الجراح الماهر هو من يستأصلها في الوقت المناسب وبدقة متناهية ودون أي مضاعفات أو أخطاء طبية أثناء إجراء العملية، حيث إن لدى وزارة الصحة الكثير من الأخطاء الطبية والإجراءات غير المنطقية وغير المقبولة من المجتمع مثل إجراءات تسفير الموتى إلى العتبات المقدسة في العراق والتي لا تتم بمعرفة القسم المختص بصحة الموانئ والحدود ولكنها إجراءات معقدة وغير معروفة بسبب عدم وجود خطة عمل واضحة أو استراتيجية للتعامل مع مثل هذه الحالات الإنسانية والتي قد تكون عنوانا للتخبط في السياسات والإجراءات والتي لا تقل أهمية عن الأداء الجيد في العمليات الجراحية وعدم تأجيلها دون أي مبرر.
فلماذا لا تتحمل إدارة الصحة العامة ممثلة في قسم صحة الموانئ والحدود مسؤوليتها الكاملة في هذا الشأن من خلال سياسات عمل واضحة ومحددة ومعلنة للجميع ودون أي اجتهادات أو تهرب من المسؤولية؟