اقتربت أفراح الكويت لقرب حلول يوم الاستقلال ويوم التحرير وأتذكر كيف عانى الشعب الكويتي أثناء الاحتلال العراقي الآثم الذي حاول تدمير البلاد وكيف وقف الكويتيون يدا واحدة للخلاص من هذا الاحتلال غير الشرعي للبلاد، ولكن ماذا حدث لنا منذ ذلك الحدث وحتى الآن؟
لقد كانت الكويت درة للخليج لما فيها من تطور وتقدم وازدهار في جميع المجالات، ومنذ ذلك اليوم أي منذ حوالي أكثر من عقدين بدأت الكويت بالتراجع في كل شيء، وبدأ الفساد ينخر جسد الوطن وأصبحت الكويت الأولى بمؤشرات الفساد على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي طبقا لما أعلنه معهد الكويت للأبحاث العلمية ونشرته الصحف المحلية.
وقد استبشرنا خيرا بعد إنشاء هيئة مكافحة الفساد، حيث انها أولى الخطوات للتصحيح ومكافحة الفساد.
ولكن هل يمكن عمل تطعيم واقٍ ضد الفساد خاصة أن وزارة الصحة تبدأ الآن حملة لتطعيم الأطفال؟ إن الفساد يعوق التنمية ويدمر مقدرات البلاد ولمكافحته لا بد من الاعتراف بوجوده، وقد دعانا أميرنا وقائدنا إلى الحرص على مكافحة أي فساد في أي مؤسسة من المؤسسات وضرورة تحقيق التنمية للبلاد.
ولا بد من أن يكون التطعيم الواقي ضد الفساد بتقوية الوازع الديني والأخلاقي، حيث ان من يقوم بالفساد يكون مجردا من كل القيم الأخلاقية التي نصت عليها الديانات والشرائع السماوية كلها، فالإنسان الفاسد لا يهتم إلا لمصلحته الشخصية وتجب محاسبة كل من أساء استخدام وظيفته وجعل من لا يستحق أن يرتقي بالسلم الوظيفي دون وجه حق وساعد على ترهل القوانين في العمل.
إن الفساد يمكن محاربته بالعمل على خلق جيل نظيف بدءا من دور الحضانة والروضة وذلك بتوفير كل المؤهلات الثقافية والترفيهية والعلمية لضمان حسن أدائه مستقبلا وانتهاء بالجامعة وتهيئته لممارسة العمل المناسب له حتى لا يستيقظ على كابوس ولا يمكنه تحقيق أحلامه.
وبالعمل على إيقاظ الضمير من خلال احترام القوانين وتنمية الثقافة الخلقية والأخلاقية والدينية ورفع مستوى الإحساس بالوازع الديني ليكون رادعا لأجيالنا القادمة من الوقوع بالخطأ وللقضاء على النزعة الشخصية ولتقوية وتنمية الشعور الوطني الذي يكون به الوطن حصينا ومصانا من قبل أبنائه.
ولا بد من ضرورة تفعيل مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب والرقابة الفاعلة والدائمة على شغل الوظيفة وتفعيل دور الإعلام وإطلاق الحريات البناءة في نشر المبادئ والقيم الاخلاقية السامية والنبيلة لزرع الروح الوطنية وتنميتها بشكل فعال حتى ينشأ لنا جيل مؤمن بالوطن ومدافع عنه ونبين له أسباب رغبة الأعداء في الحفاظ على التخلف وأن كل تصرف ضار بمصلحة الوطن يصب في خدمة الأعداء.
ولا بد لنا أن نقوم بحملة وطنية لتطعيم شبابنا ضد الفساد ومحاربة الفساد بكافة أشكاله وفي جميع المواقع ليبقى بلدنا نظيفا معافى، ويسمو ويبقى شامخا أمام أي عدو وأي شر وليحفظ الله وطننا من كل مكروه في ظل القيادة الحكيمة.