توجد في جميع دول العالم أنظمة للتطعيمات ضمن جهودها في مجال الصحة العامة وتوجد مواقع دائمة ومتجددة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) مخصصة لإعطاء الإرشادات والتعليمات الواضحة والمبسطة عن كل نوع من أنواع التطعيم وطريقة إعطائه وفوائده إلى جانب توضيح الآثار الجانبية والمضاعفات وموانع التطعيم في بعض الحالات إن وجدت، وأي شخص عادي من خارج الوسط الطبي يستطيع أن يتواصل مباشرة مع تلك المواقع الحكومية ويرسل بالبريد الإلكتروني أي استفسارات أو شكاوى أو بلاغات عن مضاعفات التطعيم أو آثاره الجانبية.
وهذا يحدث في الولايات المتحدة الأميركية حيث تستقبل عدة وكالات حكومية مثل «CDC ،FDA،...إلخ» البلاغات والشكاوى المتعلقة بالتطعيمات ومضاعفاتها وآثارها الجانبية وتتم الاستفادة من تلك البلاغات والشكاوى لمراجعة جودة التطعيمات وإعداد الدراسات العلمية حيث تنشر تلك المواقع بشفافية كاملة هذه المعلومات علما بأن الولايات المتحدة الأميركية تستخدم أفضل أنواع الطعوم ومن أفضل الشركات.
وقد نشر ذات مرة في أحد المواقع عن النوم المفاجئ كأحد مضاعفات التطعيم ضد الإنفلونزا وكان سببا في تعليق ترخيص الطعم المشتبه به لحين إتمام الدراسات العلمية للتحقق من ذلك.
وهذه الشفافية الكاملة في التعامل مع الطعوم وحملات التطعيم تؤدي إلى الفهم المتبادل وتفادي التشكيك بسبب غياب المعلومات الكاملة عن هدف حملة التطعيم وأنواع الطعوم وتواريخ صلاحيتها للاستخدام ومضاعفاتها والأعراض الجانبية وهو ما كان غائبا عن المجتمع قبل الإعلان عن حملة التطعيم الشاملة الأخيرة في الكويت بالرغم من أن قرارات المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية الأخيرة عن شهر يناير قد أكدت على أهمية وجود ونشر الدراسات لأفراد المجتمع لتوعيتهم عن مضاعفات التطعيم وآثاره الجانبية.
وعند التخطيط لمثل تلك الحملات فإنه يجب أن تتضمن الخطة حملة إعلامية تخاطب العقول بالحقائق والمعلومات الكاملة والصحيحة ولا تكون بسبب قرب انتهاء تاريخ صلاحية الطعوم ويقوم بهذه الحملة متخصصون ولا تترك الحملات لغير المتخصصين بما يترتب عليه من تضارب الآراء وغياب الحقائق لأننا الآن في عصر التواصل الاجتماعي لجميع الأمور الصحية ولا يخفى أي شيء على مرتادي المواقع.
ومهما كانت فوائد التطعيم فإن الحق في المعرفة الكاملة يفرض نفسه في جميع المواقف وهو حق أصيل من حقوق الإنسان عند تعامله مع خدمات الصحة سواء كانت خدمات وقائية أو علاجية أو غيرها.