لكل دولة يومها الوطني الذي تفتخر به، ومن حق الشعب ان يحتفل بهذا اليوم تعزيزا للشعور بالمواطنة ولجميع الأجيال وتخليدا لذكرى شهداء الوطن.
وتعتبر الاحتفالات باليوم الوطني ويوم التحرير بمنزلة تجديد طاقة المواطنين الإيجابية للانطلاق نحو بناء الوطن وتنميته، ولكن وللأسف الشديد فإن هناك بعض المظاهر السلبية التي تستحق الدراسة من جانب لجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة وهي طريقة التعبير عن حب الوطن أثناء الاحتفالات باليوم الوطني ويوم التحرير حيث شاهدنا وسمعنا الكثير من الممارسات السلبية التي تسيء للمناسبة مثل إهدار الماء، وتعطيل المرور، والهجوم على دوريات الشرطة وعلى رجال الأمن، والدعابات السخيفة باستخدام المياه والرغوة ومطاردة كبار السن والاعتداءات على الشباب والأطفال وحالات الدهس.
وهذه وللأسف لا تعبر عن البهجة بهذه المناسبة بل تسيء لسمعة الوطن أمام العالم، وهناك ممارسات سلبية أخرى يعرفها رجال الأمن ويخجل القلم من الكتابة عنها فهي حقا مخجلة ومؤسفة.
ولو كان القرار بيدي لأعدت تنظيم الاحتفالات باليوم الوطني ويوم التحرير كما تقوم به الدول الأوروبية في احتفالاتها وفي أيامها الوطنية مثل كرنفال جنيف والأيام الوطنية للدول المتقدمة والتي يتسابق فيها أفراد الشعب لرفع الأعلام على منازلهم والمسيرات الخالية من الشغب أو الفوضى لتعبر عن حب الوطن والقيم الحقيقية للمواطنة بما لا يؤثر سلبا على المرافق العامة أو على حرية الآخرين في التنقل من مكان لآخر والاستمتاع بالاحتفالات بدلا من المضايقات التي قد يواجهونها من الفوضى والاعتداءات وعدم المحافظة على نظافة البيئة بإلقاء الأكياس والمخلفات في الشوارع.
وكم تأثرت من ان ازدحام الطرق والذي أدى لتعطيل مرور سيارات الإسعاف والمطافيء بما تمثله تلك السيارات من استجابة وإغاثة لحالات الطواريء فكانت الفوضى في الاحتفالات سببا لتأخر إنقاذ حياة بعض الأبرياء.
ويا ليت أخلاقيات الشعب الحقيقية التي تربينا عليها وتعلمناها من أجدادنا وأمهاتنا وآبائنا تسود في المناسبات الوطنية ولا نسمح للممارسات السلبية بأن تعكر صفو اليوم الوطني ويوم التحرير الذي يعجز أي فرد عن التعبير عن فرحته به لأنه يمثل الاستقلال والتحرير والعزة والكرامة والأمل في مستقبل مشرق بإذن الله.
فلنبدأ بتغيير طريقة الاحتفالات وتخصيص أماكن خاصة للاحتفال ومن دون تواجد السيارات أسوة بباقي الدول المتقدمة حتى يستمتع الجميع بالفرحة ولا يأسفوا على ما حدث في هذه الاحتفالات.