يوافق الثامن من شهر مارس من كل عام يوم المرأة العالمي وفيه يحتفل العالم بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإنسانية للنساء ويتم تسليط الضوء على كل ما يتعلق بالمرأة من إنجازات وحقوق وواجبات وتقوم بعض الدول بمنح جوائز للنساء لتفوقهن في بعض المجالات في هذا اليوم.
إن المرأة تشكل الأغلبية في مجتمعاتنا حيث إنها هي الأم والأخت والزوجة والبنت وتقع عليها أعباء كثيرة تجاه المجتمع والأبناء.
فإن الأم تقوم بتربية الأبناء وغرس المبادئ الصحيحة فيهم منذ الصغر وتقوم برعاية الأسرة وتوفير الراحة وتسهيل جميع سبل الحياة لها وكما قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق
والزوجة والأخت توفران الراحة والسكينة للأسرة، والبنت تتعلم من أمها الأخلاق والتعامل وتكرر دورة الحياة على غرار ما تربت عليه.
وعلى الرغم من أن المرأة ما زالت بحاجة إلى المزيد من الاهتمام والمساواة في مجال العمل والسياسة وخاصة عند مقارنة أعداد النساء والرجال في المناصب القيادية، بالإضافة إلى العنف الذي يمارس تجاهها في بعض الدول إلا أنه يمكن القول بأن السنوات الماضية شهدت تحسنا ملحوظا في أحوال المرأة فهناك نساء يعملن في مجال الفضاء ومنهن من تقلدن مناصب سياسية بارزة كما أصبح بوسعهن الاختيار واتخاذ القرارات في حياتهن الاجتماعية.
ان استثمار المرأة وقدراتها ينعكس على تطور وتنمية المجتمع والتركيز على المرأة لا بد أن يكون في ظل تواجدها القوي ومشاركتها في جميع المجالات والاهتمام بالمرأة لا يكون فقط في توليها أي منصب أو عمل ولكن يكون بالاهتمام بغذائها وبصحتها الإنجابية وبتعليمها وبالخدمات المقدمة لرعايتها ولرعاية أطفالها وبتنميتها على كل المستويات.
إن الإسلام كرم المرأة منذ القدم ومنحها مكانة سامية في الجنة وساوى بين الرجل والمرأة وأكد أن طبيعة المرأة هي نفس طبيعة الرجل فقد قال سبحانه وتعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء...) النساء 1. وقد شاركت المرأة المسلمة مع الرجل جنبا إلى جنب في جميع أمور الحياة منذ القدم وما زالت تخوض جميع المجالات مع الرجل وتقوم برعاية الأسرة وتطور المجتمع.
لذلك لا بد من تكريم المرأة والاهتمام بها في جميع الدول ولهذا السبب كان الاحتفال بيوم المرأة العالمي فقد قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئا، فلما جاء الإسلام وذكرهن الله رأينا لهن بـذلك علينا حقا».