سمعنا عن مولود جديد وهو الجواز الإلكتروني الجديد الذي توقعنا أن يكون هذا المولود جميلا وعيونه ملونة وأكثر جاذبية من أشقائه السابقين (الجوازات القديمة)، وأن تكون ولادته طبيعية وسهلة، ولكن بناء على ما يتناقله المواطنون الذين حصلوا عليه فإن الولادة كانت متعسرة وبها مضاعفات كثيرة.
ومن تلك المضاعفات عدم وجود فترة دوام كافية لاستقبال المراجعين وتسهيل معاملاتهم حيث تم تخصيص مركز واحد وبدوام صباحي فقط لكل محافظة، وهذا يعني تكدسا وبطئا في إنجاز المعاملات وأعباء على الموظفين ومن ثم أخطاء في العمل وتوتر بين المراجعين والموظفين نظرا لقلة عدد الموظفين بالنسبة للمواطنين في كل محافظة وضيق الوقت، بالإضافة إلى اضطرار الطلبة فوق سن 12 سنة للتغيب عن مدارسهم لإنجاز البصمة المطلوبة للجواز الجديد.
وكذلك فإن تسليم الجواز الجديد يتجاوز التاريخ المحدد في الإيصال بعد تسليم المعاملة بما يترتب عليه مشاكل وتأخير في استخدامه سواء للحصول على تأشيرات من سفارات أجنبية أو للسفر للعلاج أو الدراسة في الخارج أو لإنجاز أي معاملات خاصة بالجواز. وكان من الممكن بتخطيط أفضل أن تكون الولادة سهلة والمولود جميلا في جميع المراحل.
وعلى الرغم من هذا كله فإن الجواز الجديد يعتبر تحفة فنية بما يحتويه من صور جميلة مثل أبراج الكويت ودلة القهوة والبوم وقصر السيف العامر وبرج التحرير وآثار فيلكا، وهذا يعكس الذوق الرفيع لمن قام باختيار تلك الصور الفنية لتزين الجواز الجديد ونتمنى أن تستفيد أجهزة الدولة من هذا الذوق الفني الرفيع بوزارة الداخلية وأن يتم توزيع هذه الصور الفنية ولوحات مماثلة لها في جميع المشاريع الجديدة لاستقطاب السياحة للكويت والاهتمام بالفن والفنانين وإضافة لمسات فنية راقية على المعاملات والإجراءات الحكومية.
ويا ليت تقوم وزارة الداخلية بالاستفادة من هذه الملاحظات لتجاوز السلبيات الحالية والمضاعفات التي قد تترتب عليها حتى يتم الإنجاز بكفاءة وفي وقت قصير دون تعطيل مصالح المواطنين. ويبقى الجواز الكويتي موضع فخر واعتزاز للجميع وهو يعكس الهوية الكويتية والمواطنة والانتماء.