للفن فوائد كثيرة فهو لإعداد وتربية الأجيال وتبادل المشاعر الراقية وتوثيق التاريخ والأحداث وله أيضا فوائد علاجية في الكثير من التخصصات الطبية وهو تعبير عن آمال الإنسان وطموحاته وتطلعاته وهو يعتبر المخزون الثقافي للأمم ويشكل الهوية الخاصة بها.
وللفن أنواع كثيرة منها الرسم والنحت والزخرفة والخط العربي والعمارة والإبداع القصصي والشعر ولكن البعض يصنف الرسم والتصوير وبعض الفنون الأخرى من المحرمات فكانت النتيجة إهمال الاهتمام بالفنون وعدم تشجيع المبدعين وندرة المعارض الفنية أو إقامتها على استحياء، إذ عندما يغيب الفن أو يضعف الاهتمام بتشجيعه فإن قوى التطرف تنمو وتتمدد وتنهار الحضارات وثقافات الشعوب.
وكم كانت سعادتي بتلبية دعوة كريمة تلقيتها لحضور معرض الفنان جواد النجار في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، حيث شاهدت لوحات فنية راقية تحكي وتعبر عن الكثير وشعرت بأن وراءها فنان مرهف الحس والمشاعر ويمتلك عينين كعيني الصقر فيلتقط تفاصيل الجمال بسرعة البرق ويحس به ليعكسه إحساسا في عمله الإبداعي، فإن الرسام لا يرسم بيده وإنما بروحه وقلمه الذي يمثل أحد مجسات روحه التي تخط أحاسيسه ومشاعره، وبالطبع فإن وراء كل رجل عظيم امرأة وهذا ما كشف عنه المعرض الفني الرائع، حيث ان الأديبة منى الشافعي هي زوجته.
وشعرت أيضا أن الفن بحاجة إلى جو نفسي مريح للإبداع والتذوق وكم تمنيت أن يكون بمجلس الأمة معارض للفنون، حيث ان وجود معارض وأجواء فنية داخل المجلس قد يضفي الكثير على أجواء المناقشات الساخنة وقد يقلل من التوتر وينزع فتيل الأزمات والعنف اللفظي الذي ينمو في غياب الفن والثقافة الراقية.
إن فن الرسم هو أصعب أنواع الفنون، حيث انه تعبير صامت عن أشياء صارخة وتسليط الضوء على الزوايا المعتمة في الواقع وبحث متواصل للكشف عن تفاصيل غير مرئية اسدلت الأيام والسنون عليها.
وتعتبر بعض الرسومات التي قام برسمها رسامون محترفون لا تقدر بثمن وتدل على الحضارة التي كان يعيش فيها الفنان، إذ إن الفنان ليوناردو دا فينشي يعتبر أحد الرسامين في التاريخ البشري حيث قام برسم لوحات كالموناليزا ولوحة العشاء الأخير لتميزه بمهاراته وأعماله الفنية الفريدة التي تم وضعها في أعرق المتاحف في العالم.
وإن رعاية وتشجيع الفن وتعلم ثقافة تذوقه من شأنها أن تخفف من العنف وتفتح الآفاق الرحبة للسلام الاجتماعي وتهذب النفوس والأفكار وتوثق التاريخ وثقافة وهوية المجتمع.