ليس بغريب على ابنة المغفور له بإذن الله الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح أن تواصل مسيرة العطاء استكمالا لجهود والدها، رحمه الله، ولكن الشيخة فادية سعد العبدالله الصباح اختارت أن يكون عطاؤها من خلال الاستثمار التنموي متزايد العائد، وهو الاستثمار في صقل مهارات نساء الغد وتشجيعهن على إجراء البحوث والتميز والإبداع وإطلاق المواهب الوطنية والخليجية من خلال مبادرة رائدة وهي «مبادرة ابتكار».
وهذه المبادرة تستحق أن توضع تحت المجهر من جانب جميع القيادات والمسؤولين والمجتمع المدني وجمعيات النفع العام ليتفاعلوا معها ويتبادلوا الأفكار والرؤى مع رئيسة مجلس إدارة مبرة السعد للمعرفة والبحث العلمي الشيخة فادية السعد الصباح لأن هذه المبادرة أنجبتها مبرة السعد وتستحق الرعاية والدعم من الجميع، وهي في ذات الوقت تعتبر فرصة متاحة لتنمية المجتمع والاستثمار في طاقات ومهارات الفتيات بجميع مراحلهن العمرية ومواقعهن المختلفة، وتتسع هذه المبادرة الأم إلى عشرات المبادرات الفرعية في المجالات المختلفة للإبداع والبحث العلمي في شتى المجالات وإنني على ثقة من أن الفتيات المستفيدات من تلك المبادرة لديهن طاقات ومواهب متميزة وفريدة من نوعها ويفخر بها المجتمع حاضرا ومستقبلا.
ولا يخفى علينا العديد من الأمثلة للمتميزات في العلوم والفنون والرسم والموسيقى والإبداع الثقافي والعلمي ومن حقهن جميعا أن تتاح لهن الفرصة لاكتشاف مواهبهن وتوفير الدعم والرعاية اللازمة لتلك المواهب وإقامة الاحتفالات الدورية لتكريم المبدعات والمتميزات وتشجيع الفتيات على التميز والانطلاق قدما للأمام لتحقيق أهداف تمكين المرأة ضمن مسيرة التقدم نحو تحقيق الأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030، التي حرصت على إبراز دور المرأة وأهمية تمكينها للقيام بمسؤولياتها نحو تحقيق تلك الأهداف التي التزمت دول العالم بها بموجب القرار رقم 70/ 1 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015 والتعلق بأهداف التنمية المستدامة حتى عام 2030، وإن مبادرة ابتكار التي انطلقت من مبرة السعد تعتبر نموذجا رائدا لابد أن يحتذى به لقيام المجتمع المدني وجمعيات النفع العام بالكويت بمسؤولياتها حيال تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.
وأرجو أن يكون لمبادرة ابتكار وغيرها من مبادرات المجتمع المدني بالكويت موقع متميز بالتقارير التي ستقدمها الدولة إلى منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية عن متابعة الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، وأتمنى أن تقوم وزارة الخارجية عند إعداد وتدريب الديبلوماسيين الكويتيين قبل إلحاقهم بسفارات الدولة في الخارج أن يتضمن تعريفهم عن قرب بالمبادرات الرائدة للمجتمع المدني بالكويت ومن أمثلتها مبادرة ابتكار لتشجيع البحث والتميز والاستثمار في العنصر النسائي بالمجتمع الكويتي.