بعد أيام قليلة ستناقش جمعية الصحة العالمية في اجتماعها السبعين موضوعا مهما وهو مشكلة زيادة الوزن والسمنة بين الرضع وصغار الأطفال في جميع البلدان وجاء بالبند رقم 5-15 بجدول أعمال الاجتماع الدولي أن 42 مليون طفل يعانون من زيادة الوزن أو السمنة على مستوى العالم حسب إحصاءات العام 2015، وتقترن سمنة الأطفال بعدة مضاعفات صحية وبالظهور المبكر لاعتلالات مثل السكري وأمراض القلب والأمراض المزمنة غير المعدية حيث يبقى تأثير السمنة إلى عدة سنوات مما يؤثر على صحتهم.
ونشرت منظمة الصحة العالمية على موقعها على شبكة المعلومات الدولية الوثيقة رقم 70/31 والتي أتمنى أن نستفيد منها في الكويت من جانب وزارات الدولة وجمعيات النفع العام ذات العلاقة بالصحة، حيث إنها ترسم ملامح خارطة طريق للمستقبل للتصدي لوباء السمنة وزيادة الوزن بين الأطفال ووضعت خطوات واضحة ومسؤوليات متنوعة حيث إنها مسؤولية الجميع سواء السلطة التشريعية أو الوزارات أو الجهات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
ونظرا لقرب العطلة الصيفية للمدارس وعدم وجود أندية صيفية لالتحاق الطلبة بها كما كان في السابق، فلا بد من اتخاذ الحيطة والحذر لمحاربة السمنة لدى أبنائنا وبناتنا، خصوصا عندما يكون الزائر المتكرر للبيوت من مندوبي المطاعم وتقديم الوجبات ذات المحتوى العالي من الدهون والأملاح والسكريات وعدم تناول الخضروات والفواكه بالإضافة إلى الخمول البدني والمكوث معظم الوقت أمام التلفزيون أو قضاء الوقت بالمحادثات في وسائل التواصل الاجتماعي.
إن أهداف وزارة التربية لا يجب أن تقتصر على تلقين الطلبة بالعلم وتدريس المناهج فقط ولكن تقع عليها مهام أخرى منها أن يتم توفير أندية صيفية لهم في المدارس لممارسة هواياتهم وتعزيز المواطنة وتثقيفهم في أمور الحياة، إذ يجب ألا تنتهي مسؤولية وزير التربية عند بداية العطلة الصيفية للمدارس ويتم توفير برامج للطلبة لشغل أوقاتهم بما يفيدهم واستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع حتى لا يكونوا فريسة للسمنة وزيادة الوزن وشرور التدخين والمخدرات.
إن مسؤولية شغل أوقات فراغ الطلبة لا بد أن تبدأ من الأسرة وبمساعدة وزارة التربية وجميع مؤسسات الدولة لاقتراح خطط وبرامج هادفة مثل قراءة القرآن وحفظه، وقراءة الكتب، وتنمية المواهب والهوايات بكل أنواعها والتواصل مع الأهل والأصدقاء بالزيارات والرحلات وزيارة المعارض والفعاليات التي تقيمها جميع الجهات وتنظيم رحلات السفر وزيارة معالم الدول والعمل في الفترة الصيفية للطلبة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية حتى لا يصابوا بالأمراض بكل أنواعها سواء كانت أمراضا جسدية أو نفسية وحتى نحافظ على ثروة الوطن من الشباب.
وأوجه النداء لكل أسرة ولكل وزارات الدولة ولمؤسسات المجتمع المدني بضرورة الاهتمام بالطلبة في العطلة الصيفية واستثمار الطاقات الموجودة بما يعود على الوطن بالخير والبركة وأدعو الله أن يحمي أبناءنا من الأمراض ومن السمنة وزيادة الوزن ومن شرور أي عادات سيئة مثل التدخين والمخدرات.