بدأ فصل الصيف، ونشكو جميعا من حرارة الطقس وشدته، ولا يخلو أي حديث في شاي الضحى أو في الدوام أو الديوانية من تململ وشكاوى من حرارة الجو، إذ عندما يتعطل التكييف تتوتر الأعصاب وتهجر البيوت، ولكن بعض الشجعان يعملون بجسارة وشجاعة وسط لهيب النيران ويصارعون لهيبها الحارق لإنقاذ أرواح الآخرين والممتلكات ولإطفاء الحرائق، إنهم رجال الإطفاء البواسل الذين لا نوفيهم ما يستحقون من تكريم وامتنان وخصوصا أن من بينهم من يضحون بحياتهم أو بسلامتهم ليسابقوا الزمن لإنقاذ طفل أو امرأة أو مسن من وسط لهيب النيران.
وتطالعنا الصحف من آن لآخر بإصابات بين رجال الإطفاء أثناء أدائهم الواجب وسط النيران والأدخنة والغازات السامة لسلامة الآخرين ولم نسمع عن تخصيص يوم من كل عام لتكريم رجال الإطفاء الذين يستحقون التكريم على مدار الساعة.
إنني أدعو الجهات المختصة وجمعيات النفع العام والإعلاميين لتسليط الضوء على شجاعة وبسالة رجال الإطفاء من خلال إطلاق احتفالية لائقة لهم وبتحديد يوم وطني لتكريم رجال الإطفاء واستعراض جهودهم وتضحياتهم ومعاناتهم أيضا من جميع النواحي سواء البدنية أو الصحية او الاجتماعية وأجواء العمل الشاق والبطولي الذي يقومون به، وأتساءل ماذا قدم لهم المجتمع اعترافا وامتنانا بما يقدمونه.
أتمنى من زملائي الإعلاميين أن يسلطوا المزيد من الأضواء على حياة وتضحيات هؤلاء الرجال الذين يجب أن نشعرهم بأنهم فخر للوطن وثروة بشرية وعملة نادرة.
ولا ننسى الوقاية من الحرائق داخل المنزل وفي أماكن التجمعات والأسواق والمدارس وخصوصا عند استخدام أدوات كهربائية أو وصلات أسلاك رديئة أو الشواحن غير الأصلية التي يتم تهريبها وتسويقها في غياب الرقابة، وللأسف هذا يحدث في بعض الأماكن الحساسة كالمستشفيات وليس ببعيد عن الذاكرة حريق مستشفى الجهراء وحريق مستشفى الأمراض الصدرية وحرائق لم تنشر تفاصيلها ولكن رجال الإطفاء سارعوا بالتعامل معها وإنقاذ حياة المرضى ولم نسمع عن محاسبة المسؤولين عن هذه الحرائق.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: من الجهة المسؤولة عن صحة وسلامة رجال الإطفاء؟ وهل يوجد نظام تأمين على حياتهم وصحتهم وفحصهم طبيا بصورة دورية وخصوصا أن معظم الحرائق تنتج عنها مواد وأبخرة سامة قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان أو إلى أمراض مستعصية؟
وإنني أدعو كل أم وأب أن يعلموا أبناءهم أن هناك أبطالا يعيشون بيننا ويضحون بحياتهم وسلامتهم وصحتهم من أجلنا فعلينا أن نخلع العقال والقبعة احتراما وامتنانا لهم وتحية إجلال لكل إطفائي مخلص في عمله ويضحي بنفسه لإعطاء الحياة للآخرين.