منذ أيام طالعتنا الصحف بعنوان حول أهمية التوعية القانونية للأطباء، وهذا الموضوع مهم جدا وليس بجديد، وأعتقد أنه يدخل في اختصاصات كلية الحقوق بجامعة الكويت، وسبق لها إقامة فعاليات مهمة في هذا الشأن، قام بتقديمها أساتذة متخصصون ولهم بحوثهم الأكاديمية المتميزة في الجوانب القانونية ذات العلاقة بالممارسات الطبية لأن التوعية يجب أن تكون مستندة إلى بحوث وأدلة علمية ويقوم بها متخصصون.
ومما يجب عدم إغفاله هو أن تكون التوعية مرتكزة على أسانيد قوية وليست مبنية على اجتهادات شخصية وأن الجمعية الطبية الكويتية وجمعية المحامين تستطيع بما لها من خبرات أن تقوم بتنظيم مثل تلك الفعاليات بالتعاون مع جامعة الكويت لحماية الطبيب والمريض ولحماية المهنة من الاجتهادات الطبية والقانونية، ولكن لا ننسى أهمية التوعية الطبية للقانونيين لأنها ضرورة لمزاولة عملهم فمن غير المقبول أن يقوم محامي أو باحث قانوني بالتصدي بالرأي القانوني بأمر طبي، بينما لا يستطيع إجادة اللغة الإنجليزية أو الإلمام بأبسط المصطلحات الطبية ولا يتابع أحدث ما ينشر بالدوريات العلمية عن الأمور القانونية ذات العلاقة بمهنة الطب، وللأسف الشديد فمع احترامي الكامل لبعض الزملاء من القانونيين بوزارة الصحة فإن البعض كان لا يهتم بمعرفة الجديد في العلاقة بين الطب والقانون بل إن بعضهم كان غير ملم بالكثير من القوانين ذات العلاقة بمهنة الطب.
إن التوعية الطبية للقانونيين ستعالج من فوبيا الطب، والتوعية القانونية للأطباء ستعالج من فوبيا القانون ولكنهما يجب أن يقوم بهما أكاديميون متخصصون وليس هواة حتى يحيط بمهنة الطب السياج القانوني المناسب لحماية المريض من اجتهادات قانونية تفتقد للعلم والأدلة والحجج وقد تكون مستندة الى إيحاءات أو انطباعات شخصية أو توجهات غير قانونية.
وأتمنى إضافة مادة عن الطب والقانون لطلبة كلية الطب أسوة بمادة تاريخ الحضارة الإسلامية التي كانت مقررة علينا أثناء الدراسة في كلية الطب، وكذلك أتمنى أن تقوم جامعة الكويت بدراسة هذا المقترح لأهميته، وكذلك بمقترح إضافة مواد ضمن خطتها للتعليم المستمر وخدمة المجتمع تعنى بالطب والقانون وعلاقتهما المهمة سواء كانت للأطباء أو القانونيين.