يذكر منشور على موقع الاتفاقية الإطارية العالمية لتغير المناخ للأمم المتحدة UN Framework Convention on Climate Change تحت عنوان «تقرير حالة المناخ والصحة بالكويت» Climate and Health Profile Kuwait، أن الأمراض والمخاطر الناتجة عن تغير المناخ ليست بعيدة عن الكويت وفقا للتوقعات المستقبلية المرتكزة على تقدير الانبعاثات الملوثة للبيئة والغازات والتي تؤدي إلى زيادة درجة حرارة الأرض تدريجيا وحدوث الانحباس الحراري.
وورد في التقرير أن الوفيات بالكويت بسبب ارتفاع درجة الحرارة لكبار السن بالأعمار من 65 وأكثر ستبلغ 51 حالة لكل مائة ألف في عام 2080 بينما كانت ثلاث حالات وفيات فقط لكل مائة ألف من عام 1961-1990.
ويوضح التقرير أن أكثر الفئات السكانية تعرضا لمخاطر تغير المناخ هم كبار السن والأطفال والمرضى بأمراض مزمنة (مثل أمراض القلب والأمراض التنفسية) والعاملون بظروف عمل تعرضهم للحرارة.
أما عن استجابة السياسات الوطنية لتلك التحديات فإن التقرير اكتفى بأنه لا توجد بيانات متوافرة بالكويت (NA).
وهذا التقرير المتوافر على الشبكة العنكبوتية في الإنترنت يجب أن يكون محل دراسة من جانب المتخصصين بجامعة الكويت ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي لأنه يحتوي على معلومات مهمة ومقلقة عن توقعات تأثير المناخ على البيئة وعلى الصحة في البلاد.
كذلك فقد جاء بالتقرير عدم توافر سياسات وطنية والاكتفاء بأنها غير موجودة (NA) بمعنى أنه لا توجد لدينا أي سياسات وطنية أو اهتمامات أو إن الجهة المسؤولة عن إبلاغ البيانات الوطنية للأمم المتحدة ضمن التقرير الوطني الذي تقدمه الدولة عن التقدم المحرز من جانب الدولة لتطبيق الاتفاقية الدولية لم يستطع إنجاز مهمة استكمال التقرير الوطني والإجابة على الأسئلة على النحو المطلوب أو اكتفى بأنها غير موجودة، وهذا يعتبر أمرا مخجلا ومحرجا ويقلل من قيمة التقرير الوطني والجهد المبذول لإعداده ويعطي انطباعا خاطئا عن جدية الكويت والالتزام بالاتفاقية الدولية.
وأتمنى أن تتواصل الجهة المسؤولة عن متابعة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ مع جميع الوزارات والجهات ذات الصلة بما في ذلك جمعيات النفع العام والمجتمع المدني لاستكمال البيانات غير الموجودة بالتقرير وتلافي هذا القصور بالتقارير القادمة وحتى تكون البيانات متوافرة مستقبلا، وأتمنى على كلية الطب وكلية الصحة العامة وكليات جامعة الكويت أن تتبنى تنمية الاهتمام الوطني بتغير المناخ وعلاقته بالصحة وأن يجد هذا الموضوع المهم مكانه اللائق في المناهج الدراسية الصحية، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة بالكويت يشكل عنصرا مهما وخاصة في السنوات القليلة الماضية حتى تكون الكويت في مكانها الصحيح بالتقارير الدولية وتعزز التزامها بالاتفاقيات الدولية.