ذكرت لي إحدى الصديقات أنها كانت ضحية لمستحضرات التجميل، فقد اشترت المستحضر من أحد الصالونات بعد إلحاح من العاملة فيه عن فوائد ذلك الكريم اللعين والذي ما أن استخدمته على أمل أن تصبح بشرتها بيضاء وناعمة إلا أنه فعل بها العكس وأصابها بحروق في الجلد وحساسية احتار فيها أطباء الجلدية لعلاجها وعودة بشرتها كما كانت في السابق، وعندما سمعت المأساة من أطراف قريبة من الضحية اكتشفت أن مستحضرات التجميل متداولة في أماكن عامة خارج الصيدليات ومتعددة الأنواع والتي يصعب حصرها بل إن بعضها يحمل عبارات تسويقية مبالغ بها ووعود يصعب تصديقها ببشرة فائقة النعومة أو ناصعة البياض.
وهناك أماكن كثيرة تعرض بها تلك المستحضرات مثل البقالات والأسواق والجمعيات التعاونية ويبدو أنها سوق رائجة ومربحة وبعيدة عن الرقابة، وبعض المستحضرات لا تحمل أي إرشادات للاستعمال ولا تحمل تركيبتها بالتحديد وهذا يعني أن مستحضرات التجميل خارج مظلة رقابة الجهات الرقابية مثل البلدية ووزارة الصحة ووزارة التجارة.
وما تعلمناه في كلية الطب وشاهدناه في الممارسة العملية أن مستحضرات التجميل قد لا تخلو من الحساسية والالتهابات الجلدية الشديدة وهذا يعني أنه يجب تشديد الرقابة على هذه المستحضرات قبل أن يسقط الضحايا وتعصف مضاعفات هذه المستحضرات بالباحثات عن نعومة البشرة والمزيد من الجمال وما لا يمكن تقديره هو حجم الإنفاق على مستحضرات التجميل من الدخل الأسري وخاصة بأسعارها الباهظة.
وأرجو من الزملاء أطباء الأمراض الجلدية أن يعرضوا على الرأي العام تجاربهم مع ضحايا مستحضرات التجميل المهربة والمغشوشة والتي تعرض وتباع بأغلى الأثمان بعيدا عن الرقابة بالرغم من خطورتها على الصحة، وأتمنى أن تتدخل الجهات المسؤولة لوقف هذه الفوضى لمستحضرات التجميل والاستفادة من الضوابط والقوانين التي تضعها الدول المتقدمة لحماية صحة مواطنيها في رحلات البحث عن الجمال لأن الصحة لا تقبل التراخي أو التهاون، ولا نقبل العبث بالصحة تحت ستار التجميل لأن هذه المستحضرات بالواقع هي أدوية ومواد كيميائية توضع على الجلد وقد تتسلل من خلاله إلى داخل الجسم وقد تؤدي إلى مضاعفات ونتائج وخيمة.