سمعنا عن الملف الصحي الإلكتروني الموحد والذي لم ير النور بعد «مثل بيض الصعو» ففي كل مرة يظهر أحد الوزراء ويتحدث عن فائدة الملف الإلكتروني الموحد والذي سيتم تطبيقه قريبا لما فيه مصلحة المريض وتعزيز الثقة بالخدمات الصحية ولإنشاء شبكة معلومات صحية واسعة لربط جميع جهات الوزارة ولكن فجأة يحصل لهذا المشروع الإجهاض وتعود مشاكل الملفات اليدوية فهناك من ضاع ملفه وهناك من فقدت بعض الأوراق المهمة من الملف مما يؤدي إلى أن الخدمات الصحية المقدمة للمريض رديئة حيث إن بعض الملفات لا تحتوي على أي معلومات مهمة عن المريض وخاصة إن كانت لديه حساسية من بعض الأدوية وغيابها قد يؤدي إلى الموت عند إعطائه هذه الأدوية، وكذلك لأن الملفات اليدوية تكون أحيانا مفقودة وليس لها أثر بالمستشفى مما يصعب العلاج وقد يؤدي إلى إعطاء المريض أدوية خاطئة لا تتناسب مع حالته الصحية.
هل الكويت عاجزة عن توفير الملف الصحي الإلكتروني الموحد؟ أم أن إدارة نظم المعلومات لا تعرف كيف تترجم ذلك على أرض الواقع؟ هناك الكثير من الدول التي طبقت الملف الإلكتروني وبفترة وجيزة، فلماذا لا نتعلم منها وخاصة أننا منذ سنوات ونحن نسمع عن الملف الإلكتروني والحكومة الإلكترونية؟.
إن الملف الصحي الإلكتروني مهم جدا حيث إن الفحوصات والتشخيصات والعلاجات تكون متواجدة فيه وكل ما يخص المريض يمكن الرجوع إليه عند الحاجة لأي معلومة عنه إذ تمتاز الملفات الإلكترونية بدقة محتواها وسهولة الوصول إليها من خلال تكاملها مع مصادر المعلومات المختلفة والتي توفر الاتصال بين المستخدمين من الأطباء.
وترتبط السجلات الإلكترونية مع نظم معلومات المستشفيات وخدماتها المتنوعة من مختبرات وأقسام إشعات تشخيصية وصيدليات ووسائل علاجية مختلفة وجراحات متعددة وغيرها وبذلك فهي تمثل مركز القوة لتقديم الرعاية الصحية ومساعدة الطبيب في أداء عمله بصورة أفضل فهي تقدم كل المعلومات الطبية الخاصة بالمريض في شكل متكامل ومتناسق.
لقد انتهى زمن الملفات الورقية وأصبح مكانها الطبيعي في المتاحف الأثرية لذلك كانت دهشة الكثيرين عندما شاهدوا صورة وزير الصحة وهو يتفقد غرفة الملفات الورقية في إدارة العلاج بالخارج والتي كان من الأفضل أن يعلن من هذا المكان وعلى أنقاض الملفات الورقية نهاية هذا العهد المخجل حتى نتمكن من محاسبته في المستقبل عن التقصير في تطبيق الملف الإلكتروني الصحي الموحد الذي سمعنا عنه منذ أكثر من ثلاثة عقود مضت بالرغم من أنه أولوية قصوى للمريض والطبيب والإدارة الحديثة والنظام الصحي بأكمله.
ولا تنقصنا الإمكانيات لو تخلصنا من الهدر وكافحنا الفساد بجدية وشجاعة فلتتخلص الوزارة قريبا من عار الملفات الورقية حتى نلحق بالدول التي سبقتنا بمراحل بعد أن كنا في المقدمة دائما.