مع انطلاقة العام الدراسي الجديد بجميع مراحله، فإن أولياء الأمور وإدارات المدارس والمجتمع تقع على عاتقهم مسؤولية وضع وتنفيذ الخطط والبرامج المناسبة لضمان صحة أجسام أبنائهم حيث إن العقل السليم في الجسم السليم، إذ يرتبط التحصيل العلمي الدراسي بمستوى صحة أبنائنا. والعديد من المجالات والمحاور يجب أن تكون حاضرة أمام وزير التربية ومسؤولي الوزارة بكل مستوياتهم وكذلك مسؤولي وزارة الصحة ومن أهمها الحرص على اتباع المواصفات الصحية للحقيبة المدرسية، لأنه من غير المقبول أن يذهب الطفل إلى المدرسة مثقلا بحقيبة يزيد وزنها عن وزنه فتكون النتيجة إعاقة نمو جسم الطفل أو إصابته بتشوهات في العمود الفقري بسبب حمله لحقيبة مدرسية لا تتوافر بها الشروط الصحية.
هذا بالإضافة إلى أهمية الرقابة الصحية على مقاصف المدارس وما تقدمه من أغذية ومنتجات للأطفال واختيار المفيد منها وإبعادهم عن تلك ذات المحتوى العالي من الأملاح والسكريات والدهون حتى لا تكون المقاصف المدرسية سببا لزيادة معدلات انتشار السمنة وزيادة الوزن بين الطلبة وما قد يترتب عليه من أمراض مزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض التمثيل الغذائي. ويجب ألا يغيب عن برنامج اليوم الدراسي حصة واحدة يوميا على الأقل لممارسة النشاط البدني بصورة منتظمة، حيث ان ذلك يعتبر احدى الاستراتيجيات المهمة للوقاية من الأمراض المزمنة.
ومن غير المقبول أن تكون الحلويات ذات المحتوى العالي من السكريات حاضرة في جميع الاحتفالات والمناسبات المدرسية وكأنها دعوة مفتوحة للطلبة للإكثار من تناولها بما قد يترتب عليه من أضرار على صحتهم. أما وجود بعض المدرسين المدخنين والذين يدخنون داخل المدارس فيجب أن تمتلك وزارة التربية الشجاعة لمعاقبة أي خرق لتطبيق قانون مكافحة التدخين وقانون البيئة داخل مدارسها، لأن المدرسين هم قدوة الطلبة سواء في عدم التدخين أو في احترام القوانين.
وأتمنى أن تمتد سلطات المدارس للإشراف على الساحات الخارجية وأماكن وقوف السيارات والباصات لحماية أبنائنا من الحوادث المرورية التي قد تحدث ولو بطريق الخطأ في المناطق المحيطة بالمدارس وعلى أبوابها. وذلك كله يحتاج إلى تعاون بين وزارة التربية والوزارات والجهات الحكومية وغير الحكومية للمحافظة على عام دراسي صحي لأبنائنا، وكذلك الأنشطة المدرسية يجب أن تتبنى نشر الوعي الصحي وغرس مفاهيم وأهمية العادات الصحية بين الطلبة بما في ذلك العناية بصحة الفم والأسنان وغسل الأيدي واتباع العادات الصحية باستمرار كاستثمار في مستقبل مشرق للوطن الذي يرتبط بصحة أجيال المستقبل.