تطالعنا الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي من فترة لأخرى بحدوث بعض الكوارث الطبيعية والأزمات وتظهر حالات الهلع والخوف جراء ذلك، ونرى كيفية التعامل معها عند حدوثها فجأة ودون تحضير لها ويكون عدد الضحايا نتيجة لذلك كبيرا وتعلن حالات الطوارئ في المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى للتعامل مع الكارثة المفجعة.
وإن التعامل مع الكوارث كما نشاهده في القنوات والمواقع يكشف لنا أننا ما زلنا بعيدين عن التعامل الجيد مع الكوارث والأزمات وإدارتها بنجاح فالجثث والضحايا تكون في كل مكان وتستغرق سيارات الإسعاف الكثير من الوقت للوصول إليها وإسعافها وتعج المستشفيات بالمصابين مما يؤدي إلى ضرورة إيجاد بديل آخر عندما يمتلئ المستشفى ولا يوجد فيه أي مكان شاغر للمصابين.
إن إدارة الكوارث والأزمات لا تنتظر وقوع الكارثة، بل يسبقها تدريبات ومحاكاة ليتدرب كل مسؤول على القيام بدوره ومسؤولياته بما فيها التواصل مع الإعلام ونقل الحقائق للجمهور إذ إنه عند ترك الأمور على البركة فإن عدد الضحايا يتضاعف ويتسبب الازدحام وسوء التعامل مع الأزمة إلى المزيد من الخسائر التي يمكن تجنبها بالإدارة السليمة.
إن ما نتمناه هو أن نتعلم ونتدرب على إدارة الأزمات والكوارث والتدريب عليها في جميع التخصصات وبصورة جماعية حتى لا يتكرر ما نشاهده من فوضى مؤلمة في بعض الكوارث والحوادث والأزمات والتي تكشف عن نقص المهارات وليس نقص الإمكانيات ولنتعلم من هذه الدروس المؤلمة. إن إدارة الأزمات والكوارث تهدف إلى التحكم والتعامل الفوري مع الحوادث لوقف تصاعدها والسيطرة عليها لتوفير الأمن والأمان للجميع، ولا بد من وجود إدارة خاصة بذلك وعلى مستوى جميع الدول لتأمين الاستقرار وبمهارات عالية.
إن التخطيط لمجابهة الكوارث ضرورة تفرضها معرفتنا بآثارها على الصحة والمجتمع بكل مكوناته ويمتد التخطيط إلى ما قبل حدوث الكارثة حيث إنه بالتخطيط الجيد يمكن تلافي بعض الأزمات والتقليل من آثارها، كما يمتد ليشمل مرحلة ما بعد الأزمة حتى يمكن إعادة الوضع الطبيعي لجميع مؤسسات المجتمع. ويتطلب التخطيط الإلمام بمواطن الخطورة المحتملة ومعرفة نوعية الإصابات التي يتوقع حدوثها بالمستشفيات سواء كوارث خارجية أو داخلية. إن علم إدارة الأزمات والكوارث هو مجموعة من الأسس والمبادئ العلمية والمفاهيم الخاصة به وهذا ما يجعله علما مختلفا في أساليبه وتطبيقاته عن العلوم الإدارية الأخرى والتي قد تختلط به. فإدارة الأزمات والكوارث تهدف إلى التحكم في أحداث مفاجأة ومتفاقمة والتعامل معها وتصنيفها ومواجهة آثارها ونتائجها وهي إدارة تقوم على الدراسة والبحث والمعرفة والتجارب المستفادة والتخطيط واستخدام المعلومات والبيانات كأساس للقرار السليم.