أثناء بحثي عن أحدث المراجع والدراسات عن أمراض القلب وعوامل الخطورة المسببة لها ضمن مسؤولياتي كعضو مجلس إدارة جمعية القلب الكويتية، لفت انتباهي صدور تقرير حديث من اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية ويحمل التقرير رقم EM/RC64/INF.Doc6 وعنوان التقرير هو تقرير مرحلي حول الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، ويستعرض التقرير إنجازات دول إقليم شرق المتوسط والبالغ عددها 22 دولة وذلك لتنفيذ الإعلان السياسي للأمم المتحدة بشأن الأمراض غير السارية. ومما يدعو للقلق الشديد أن الفقرة رقم 4 من التقرير قد خلت من ذكر الكويت ضمن الدول التسع بالإقليم التي لديها خطط عمل وطنية متعددة القطاعات وأقرتها للوقاية من الأمراض غير السارية، كذلك لم أجد اسم الكويت بين البلدان الستة التي لديها غايات لتتحقق بحلول عام 2025 استنادا إلى إرشادات منظمة الصحة العالمية وبما يتفق مع أهداف التنمية المستدامة.
أما الفقرات الأخرى بالتقرير والبالغ عددها 28 فقرة فقد غاب عنها أيضا أي إشارة إلى الكويت وهو ما يعني أن هناك عدم تواصل بصورة جيدة بين الكويت ومنظمة الصحة العالمية لنشر إنجازات الكويت للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية (ومن بينها أمراض القلب والأوعية الدموية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها).
وبالرغم من أن الكويت من أوائل الدول التي التزمت بالإعلان السياسي للأمم المتحدة الصادر في سبتمبر 2011 وبخطة التنمية المستدامة الصادرة من الأمم المتحدة في سبتمبر 2015، كذلك فإن الكويت قد خصصت جائزة على مستوى منظمة الصحة العالمية تمنح لأفضل البحوث والدراسات في مجال الوقاية من الأمراض المزمنة على مستوى دول إقليم شرق المتوسط إلا أن تقرير المنظمة قد غاب عنه الإشارة لإنجازات الكويت التي تحققت من خلال وزارة الصحة والوزارات الأخرى وجمعيات النفع العام ومن بينها جمعية القلب الكويتية.
وإنني أتساءل عن السبب في اختفاء إنجازات الكويت من هذا التقرير المهم وعن المسؤول عن ذلك وكيف يمكن تفادي تكرار حدوث مثل تلك الأخطاء من خلال إسناد مهمة التواصل مع المنظمات الدولية إلى من يمتلكون القدرة على تحمل المسؤولية وإدراك أهمية إبراز الإنجازات وعرضها أولا بأول في التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.