تتميز الكويت بالدور الفاعل والنشط لجمعيات النفع العام وما تقوم به من مبادرات مجتمعية وبصفة خاصة مساهمات الجمعيات بالحملات التوعوية والمبادرات المجتمعية ذات العلاقة بالصحة أو غيرها وهي ما يدعو إلى الإعجاب ولا تقل أهمية جمعيات النفع العام عن دور الوزارات في التوعية والتصدي للتحديات المختلفة سواء كانت صحية أو اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها، وتعمل جمعيات النفع العام على الارتقاء بشخصية الفرد باعتباره القاعدة الأساسية لبناء المجتمع عن طريق التوعية ونشر الثقافة والمعرفة.
وتؤكد المنظمات الدولية ومن بينها منظمة الصحة العالمية على أهمية دور جمعيات النفع العام والمجتمع المدني للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وهو ما تقوم به جمعية القلب الكويتية وغيرها من الجمعيات ذات العلاقة بالصحة وهذا يعتبر موضع فخر للدولة وللمجتمع الكويتي لما يقوم به المجتمع المدني من جهود ومبادرات صحية إيجابية.
ومما يثير الاستغراب والتساؤلات هو غياب تمثيل جمعيات النفع العام ذات العلاقة بالصحة أو بغيرها بوفود الكويت في الاجتماعات على المستوى العربي أو الدولي أوالإقليمي.
إن ما تقوم به جمعيات النفع العام سواء في الجمعيات ذات العلاقة بالصحة أو في التخصصات الأخرى ليدعو إلى الفخر بما توصل إليه المجتمع المدني من جهود تطوعية للتقدم والازدهار لهذا الوطن المعطاء بالإضافة إلى تنمية وخدمة المجتمع.
وخير مثال على ذلك ما تقوم به جمعية القلب الكويتية من مبادرات مجتمعية لتوعية المواطنين والمقيمين بعوامل الخطورة المؤدية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وكيفية تجنبها عن طريق الوحدة المتنقلة لها بالإضافة إلى الفحوصات الطبية التي تقوم بها للكشف المبكر عن عوامل الخطورة، وكذلك مساهمة جمعية القلب الكويتية في برنامج الإنعاش الرئوي وإنقاذ الحياة والذي يعتبر مهما لجميع أفراد المجتمع للتدريب على إنقاذ الحياة.
وإنني أدعو جميع الوزراء بضرورة الاستفادة من خبرات جمعيات النفع العام وإبراز أدوارها المتميزة في الاجتماعات العربية والإقليمية والدولية حيث إن المجتمع المدني يعتبر شريكا أساسيا لجميع المؤسسات والوزارات والهيئات بالإضافة إلى أن مداخلات أعضاء جمعيات النفع العام في هذه الاجتماعات قد يثري النقاش ويعزز دور المؤسسات الحكومية والأهلية لما فيه مصلحة البلاد.