أهنئ إخواننا في سلطنة عمان الشقيقة لفوزهم ببطولة خليجي (23)، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين بسبب سقوط الحاجز الزجاجي في ستاد جابر الدولي.
إن ما قام به الرياضيون والمشجعون في هذه البطولة قد عجز عن تحقيقه أهل السياسة، حيث رأينا التآلف والصداقة والمنافسة الشريفة بين لاعبي ومشجعي الدول المشاركة وما صاحب ذلك من علاقات اجتماعية أعادت الوئام للأشقاء في خليجنا الواحد.
ونظرا لأهمية الرياضة في تحقيق السلام بين الشعوب فقد خصصت منظمة الأمم المتحدة يوما عالميا للرياضة يوافق 4 أبريل من كل عام، وأكدت المنظمة على أهمية الرياضة لنشر ثقافة التسامح والتنافس الإيجابي والمساواة بين الشعوب وكسر الحواجز الجغرافية والسياسية بين دول العالم عن طريق إقامة البطولات الرياضية بجميع أنواعها ومشاركة الجميع بها، وذلك ضمن الأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030.
ومن الناحية الصحية فإن الرياضة وممارسة النشاط البدني بصورة منتظمة من المحاور المهمة للوقاية من أمراض القلب والأمراض المزمنة غير المعدية.
ومما يعرقل التنمية في جميع دول العالم ارتفاع معدلات انتشار أمراض القلب والأمراض المزمنة غير المعدية مثل السرطان والسكر والأمراض التنفسية المزمنة والتي يمكن التصدي لها من خلال تشجيع السلوكيات الصحية للحياة بدءا بممارسة الرياضة بصورة منتظمة يوميا ومكافحة التدخين والسمنة وزيادة الوزن وتشجيع التغذية الصحية ذات المحتوى العالي من الخضراوات والفواكه وذات المحتوى المنخفض من الأملاح والسكريات والدهون.
إن الرياضة لا تعرف أي فوارق اجتماعية فعندما يجلس المشجعون في المدرجات فإنهم يكونون على قدر المساواة دون تمييز بسبب الجنس أو الجنسية أو المكانة الاجتماعية، وعند تنافس اللاعبين في الملعب فإنهم يجتمعون حول قواعد اللعب ويمتثلون لأوامر وتعليمات الحكم دون أي تمييز بين اللاعبين سواء على مستوى الفريق الواحد أو على مستوى الفرق المتنافسة وبدلا من أن تتقاتل الشعوب فإنها تتنافس منافسة إيجابية حول الفوز والأداء الجيد للاعبين وتقبل الخسارة بروح رياضية دون ضغينة أو غضب أو عنف وهو ما لمسناه من روح طيبة جمعت جماهير ولاعبي خليجي (23) على أرض الكويت الطيبة فتحقق بذلك ما كنا نتمناه من ألفة ومحبة بين الشعوب الشقيقة التي تجمعها أواصر القربى منذ قديم الأزل.
فلنشجع الرياضة ونستمر على هذا النهج الطيب الداعم للسلام والمحبة والتآلف الاجتماعي ولننبذ الضغائن والكراهية والفتن من المتربصين بأمن الخليج والطامعين في ثرواته.
ونتمنى السلامة والأمان في المرات القادمة بعيدا عن الحواجز الزجاجية الوهنة التي لم تتحمل حماس الجماهير المتطلعة للسلام والمحبة وشكرا لكل من قام بتنظيم هذا العرس الخليجي الرياضي الذي شمله برعايته وكرمه المعهود صاحب السمو أمير الإنسانية، حفظه الله ورعاه.