في الوقت الذي تستعد فيه الكويت بكل طوائفها للانطلاق قدما للأمام لتحقيق رؤية حضرة صاحب السمو أمير البلاد- حفظه الله ورعاه- بأن تكون الكويت مركزا عالميا متميزا في الاقتصاد والتنمية والثقافة بحلول عام 2035 فإن أهم مقومات الانطلاق نحو ذلك هي القيادة الواعية والقادرة على أن تكون في مقدمة الركب، وأن تعطي الخبرة لمن حولها حيث إن الاستثمار الحقيقي في التنمية يكون من خلال الاهتمام بالعنصر البشري من الشباب الذين يشكلون نصف الحاضر والمستقبل كله. وقد جاءت مبادرة «قائد كفو» في وقتها تماما وهي مبادرة تجمع حولها نخبة من أبناء الكويت المخلصين الذين تجمعهم الإرادة والعزيمة والإصرار ويضعون نصب أعينهم نقل الخبرات للأجيال الشابة وإعداد وصقل المهارات القيادية للكوادر الوطنية للشباب من الذكور والإناث.
إن الجهد الذي يقوم به القائمون على مبادرة قائد كفو للتخطيط لها ورسم خارطة طريق واضحة المعالم للسنوات القادمة لبرامج إعداد قادة المستقبل يستحق الثناء والتفاؤل ويبشر بالخير طالما سادت أجواء العمل روح المسؤولية والتجرد والإخلاص والتفاني في خدمة الوطن. وإن الساعات القليلة التي تشرفت بقضائها مع النخبة من المخططين لمبادرة قائد كفو قد ملأت نفسي بالتفاؤل بتوافر عوامل النجاح لتلك المبادرة والتي أثق كل الثقة أنها ستولد عملاقة بقدر أهدافها الطموحة وبقدر ما يتحلى به القائمون عليها من إرادة وإخلاص ورؤية واضحة، وكأنني أرى الآن ولادة كيان جديد ضمن المبادرات المجتمعية في الكويت التي تقوم بجهود مميزة لريادة العمل التطوعي وتحقيق أهداف التنمية وصولا إلى تحقيق رؤية حضرة صاحب السمو أمير الإنسانية حفظه الله ورعاه لتصبح الكويت مركزا عالميا متميزا حتى عام 2035. ويتزامن ذلك مع قرب إعلان المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية بجنيف عن اسم الفائز بجائزة صاحب السمو للبحوث في مجال الرعاية الصحية للمسنين والتوعية الصحية والتي تجسد على أرض الواقع أحد الجوانب المضيئة لرؤية صاحب السمو، حيث إن منح الجائزة على مستوى منظمة الصحة العالمية يعتبر خطوة رائدة على مستوى العالم وتتكامل مع المبادرات العديدة من قائد الإنسانية.