يوافق اليوم الثالث من مارس من كل عام اليوم العالمي للسمع حيث إن فقدان السمع يكبد الاقتصاد العالمي تكاليف باهظة فهو يكلف طبقا لمنظمة الصحة العالمية ما يعادل 750 مليار دولار سنويا ومكافحته تؤدي إلى الاستثمار الرشيد وتخفيض التكاليف وإقامة مجتمع متكامل.
ويمكن تشخيص فقدان السمع في وقت مبكر من خلال فحص حديثي الولادة والأطفال في سن الدراسة وفحص البالغين الذين تزيد أعمارهم على 50 سنة ومن ثم تقديم وسائل تقويم السمع بالإضافة إلى خدمات إعادة التأهيل.
لا بد من تشخيص فقدان السمع في وقت مبكر من خلال تشخيص وعلاج من يعانون من التهاب الأذن الوسطى وكذلك يجب توفير الحماية من الأصوات العالية سواء كان في العمل أو في البيت وخاصة أن الشباب في الوقت الحاضر قد يستمعون إلى الموسيقى الصاخبة والعالية لفترات طويلة وبوضع السماعات فلا بد من توعيتهم بضرورة تقليل فترة الاستماع إلى الأصوات العالية وذلك بإعطاء آذانهم راحة على الأقل كل ساعة حتى يستعيد الجهاز السمعي توازنه، بالإضافة إلى وضع نوع من السماعات الذي يقوم بمنع وصول الضوضاء الخارجية للأذن مما يساعد على الاستماع للصوت في أقل مستوى ممكن بدون إعاقته من الضوضاء المحيطة.
إن الأصوات العالية والضوضاء قد تسبب التلف للشعيرات الدموية الدقيقة في الأذن نتيجة لتعرضها للموجات الاهتزازية مما يؤدي إلى قلة قدرة السمع وفقدانه تدريجيا حتى يصل إلى الفقدان الكامل مع الوقت، لذلك فإن الصحة المهنية في محيط العمل تعنى بهذا الأمر وتستطيع تحديد المستويات المسموحة من الضوضاء للعاملين في أماكن تعرضهم للأصوات العالية.
ونظرا لتكاليف فقدان السمع فيجب على الدولة أن تخصص موارد مناسبة لتشخيص وعلاج فقدان السمع ودمج رعاية الأذن والسمع في النظم الصحية وتنفيذ برامج معنية بالتشخيص المبكر والعلاج وزيادة الوعي بين قطاعات المجتمع.
إن الأذن نعمة وهبنا الله اياها لتمكيننا من سماع الأصوات وتمييزها، وتحقيق التوازن بالجسم ولا بد أن نحافظ عليها بتجنب الضجيج والضوضاء ووضع سدادات الأذن عند التعرض لأصوات عالية والابتعاد عن الاستماع للأصوات العالية فترات طويلة وخاصة في الأماكن المغلقة (مثل السيارة) وضرورة فحص الأذن دوريا للاطمئنان عليها والحذر عند تنظيف الأذنين بالأعواد القطنية الخاصة بها لتجنب إصابتها وارتداء سماعات حماية الأذن في بعض الأعمال مثل الحدادة والنشارة وغيرها.
لذلك لا بد من المحافظة على الأذن وحاسة السمع لأنها وسيلة للتواصل مع الآخرين ووسيلة التعلم ومن ثم الكلام لاحقا.
إن حاسة السمع تكمل الحواس الأخرى وهي نعمة من الله، عز وجل، ونحن مسؤولون أمام الله أن نحافظ على هذه النعم واستخدامها فيما يرضي الله وعدم إساءة استخدامها في المعاصي.
قال تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاـ الإسراء: 36).