القرآن الكريم هو الكتاب الرئيسي في الإسلام وآخر الكتب السماوية، أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وجميع السور فيه تدعو إلى التوحيد وعبادة الله وطاعته، وتحتوي على أحكام العبادات والمعاملات والواجبات المستحبة والنهي عن المحرمات والمنكر، وفي كل سورة الكثير من المواعظ التي يجب أن نتقيد بها لتطمئن القلوب وتنعم بالأمان ولحمايتنا من كل شر.
وعندما نتأمل سورة يوسف نجدها تحتوي على الكثير من العبر والمواعظ، فهي أحسن القصص، كما قال الله تعالى في كتابه الحكيم.
إذ توضح هذه السورة منزلة يوسف عليه السلام عند الله عز وجل، فقد كانت الرؤيا هي المقدمة التي تبين ما وصل إليه من مكانة مرتفعة عند رب العالمين إذ رأى الشمس والقمر والنجوم ساجدين له ثم طالبه أبوه بألا يقص ذلك على إخوته خوفا من الحسد، وامتثل يوسف لطلب والده.
وبعد ذلك اتفق إخوته على إبعاده عن أبيه لحب أبيهم الشديد له، فقد كان المنافس لهم وأبعدوه وتحقق لهم ما يريدون، ولكن الله لم يترك يوسف وطمأنه بأنه سيجمعه مع أهله لاحقا.
وقام إخوته ببيعه إلى قافلة متجهة إلى مصر وذهبوا إلى أبيهم وذكروا له أن الذئب قد أكله ولكن يعقوب عليه السلام لم يصدق ذلك لإيمانه القوي بالله تعالى وكان قلبه مطمئنا بأن الله سيرده إليه ولكنه حزن حزنا شديدا على فراقه.
واعتقد إخوة يوسف أنهم تخلصوا منه، ولكن رب العالمين نصره وجعله نبيا ورسولا وأعطاه العلم الكثير والحكم بين الناس. والمحنة العظيمة التي تعرض لها عندما راودته امرأة العزيز عن نفسها ورفضه ذلك مع توافر الدواعي الكثيرة لحدوث الفعل فقد غلقت الأبواب وهو معها في مسكن واحد وتحت تدبيرها، ومع ذلك حاول الهروب منها ولكنها مزقت قميصه فإن ذلك يدل على إيمانه القوي بالله وتركه المعاصي وتفضيله السجن على أن يقوم بالمعصية سواء معصية الله أو الإساءة للشخص الذي أكرمه.
ولله الحكمة بأن ينصر المظلوم فقد تمزق قميصه من الخلف وهذا ما وضح للعزيز أنه غير مذنب وأنه صادق، إن هذا جزء بسيط من سورة يوسف ويتضح لنا أن الحسد كان موجودا حتى بين الإخوة وهذا ما نهانا عنه الله ورسوله بعدم الحسد أو الحقد، وأن الله سينصر المظلوم ولو بعد حين.
وهناك الكثير من الحكم والمواعظ التي لا يمكن حصرها في مقالة واحدة عن سورة يوسف أو الأخبار عن المرسلين وكيف نجاهم الله وأهلك الكافرين والتي تكون عبرة للعقول ونجاة لكل مؤمن من بطش الكفار والمعتدين.