قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا». إن الله عز وجل أرحم بالإنسان من الأم بولدها ويعلم ما ينفع العبد وما يضره وهو الذي يبتلي العباد بالمصائب ليطهرهم من الذنوب والمعاصي فكيف لا نرضى بقضائه وقدره؟ فالرضا بالقضاء والقدر هو تقبل ما يقضي به الله دون اعتراض ولا يجب الحزن على ما فات أو الخوف على ما هو قادم لأن الأمر كله بيد الله الحكيم العليم.
من يرضى بالقضاء يجعله الله سعيدا ومسرورا ومن يسخط أو يعترض يعيش في شقاء وعذاب قال تعالى: (فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ـ الأعراف:144) وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:«وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس»، وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال: «يا غلام، إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».
فمن تستقر هذه الكلمات والمعاني بقلبه فإن قلبه يمتلئ بالرضا واليقين بالله وصاحب الإيمان يعيش عيشة هانئة ويحيا حياة كريمة طيبة لأنه مؤمن بأن كل ما يصيبه قد كتبه الله له.
والأمثلة كثيرة من حياتنا اليومية فقد صادفت إحدى المصابات بالسرطان فقد كانت هادئة وراضية بقضاء الله وامتثلت للشفاء بعد العلاج وأصبحت من القائمين بالتوعية بأمراض السرطان وتقديم الدعم المعنوي للمصابات ولا أستطيع أن أصف سعادتها وهي تقوم بذلك.
وكذلك أخرى عندما علمت بإصابتها بالسرطان فخرت ساجدة لله شاكرة له على ذلك وهذا هو الرضا بما كتبه الله.
أما من يعترض على المرض أو على أمر من الأمور ويقول لماذا أنا دون غيري فهذا يؤخر العلاج وقد لا يستجيب الجسم لأي علاج أيضا فالحزن وعدم الرضا بالقضاء قد يفاقم المرض ويؤدي إلى أمراض أخرى مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم لأن الحزن يقوم بتغيير المواد الكيميائية المرتبطة بالتوتر في الدماغ وبالتالي هذه تؤثر سلبا على الجسم وعلى جميع أفراد الأسرة.
إن الضغط النفسي الشديد والحزن قد يتسبب في وفاة الشخص أيضا بسبب قلة النوم والتفكير وفقدان الشهية للطعام وارتفاع نسبة الكورتيزول التي تزيد من مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية فلا يجب الحزن على ما يصيبنا لأن الله هو اللطيف بعباده.
قال تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير- الملك: 14).