كيف حالك يا أخي كمال بين القبور، لم أتصور أني سأفقدك في يوم من الأيام بهذه السرعة فقد آلمني رحيلك وبكائي ليس اعتراضا على ما قدره الله بل لأنني أفتقدك وأفتقد أحاديثنا معا سواء كانت بخصوص أمور الحياة أو بعض الأمور الطبية التي نناقشها معا أو في لقاءاتنا خارج الكويت والاستمتاع مع باقي الأهل.
فراقك يا كمال صعب جدا وخاصة عندما أتذكر اللحظات الأخيرة عندما نامت عيونك للأبد ورحلت عنا بدون إنذار، ولكن ما يجعلني أقوى على فراقك عندما شاهدت حب جميع أهل الكويت ودعائهم لك بالثبات وأن يرزقك الله الجنة ويعتقك من النار فقد كنت أفضل طبيب وصديق للمرضى.
لقد ذهبت مع أمي وأبي بلا عودة ولا نعلم متى سننضم إليكم ونلتقي بكم.
لا يسعني إلا الدعاء لكم فهذا ما تحتاجونه ليؤنس وحشتكم وأطلب من ربي أن يغفر لكم وللمسلمين ويرحمكم جميعا ويغسلكم من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
قال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون.. الأنبياء 35).
يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم أن كل نفس متجرعة غصص الموت وكأسها كما ذقناها، وبهذا يختبر الله الناس بالشر في الشدة التي يبتلى بها الإنسان كموت أي عزيز أو بالخير في الرخاء والسعة والسعادة التي يفتن بها الإنسان لينظر الله كيف يشكر الإنسان ربه وكيف يصبر على ما يكره.
اللهم لا اعتراض على قضائك ولكن الحزن يملأ القلب والدموع تملأ الأعين وسنكون صابرين على فقدانك يا أخي الحبيب وندعو لك بكل خير وأن يرزقك الله الفردوس الأعلى مع أمي وأبي وباقي المسلمين وإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم ارحم من عز علينا فراقهم واجمعنا بهم في الجنة والفردوس الأعلى.