يتوجه الكثير من المسلمين من جميع دول العالم لأداء العمرة في هذه الأيام المباركة من شهر شعبان وقد يحملون همومهم معهم ليكونوا في بيت الله يدعونه لقضاء حوائجهم وليمسح على قلوبهم وليكفر ذنوبهم.
وفي العمرة تجد الجميع يقومون بالإحرام من الميقات ويتوجهون معا للطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة وهذا أعظم مثال للمساواة بين الجميع سواء كان المعتمر فقيرا أو غنيا أو عربيا أو أعجميا فلا فرق بينهم إلا بالتقوى.
إن العمرة هي إحدى السنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة ولها فضل كبير إذ إن العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما وهي تذهب الفقر وتغفر الذنوب بالإضافة إلى أن ركعة واحدة في الحرم المكي تعادل مائة ألف ركعة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواها إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه».
وما أجمل أن تكون في البيت الحرام بيت الله وبين يديه تدعوه وتشكو له همومك وتعوذ به من الشيطان الرجيم ومن وساوسه فيغفر لك ويعطيك سؤلك ويجيب المضطرين ويزيل الهموم من القلوب ويمسح عليها بالطمأنينة والهدوء النفسي والسكينة.
ولا ننسى أن ملازمة ذكر الله، عز وجل، والتعلق به وحده هو أحد أسباب طمأنينة القلوب فالذكر والصلاة في بيت الله يؤديان إلى السعادة ويقويان القلوب ويجعلانها بعيدة عن كل ما يمكن أن يعكر صفو الحياة.
من أراد الصحة والغنى والرزق فليذهب إلى العمرة فإن الله يرزق من يشاء بغير حساب، ولا يوجد أفضل من العمرة للتقرب إلى الله تعالى حيث إنها أعلى درجات القرب إلى الله لزيارة بيته الحرام والقيام بطاعته وعبادته وأداء النوافل واستشعار ذلك بالروح والقلب والعمل.
إن العمرة وزيارة بيت الله الحرام تقوي القلب بالعبادات وتزيد تعلق الإنسان بالله فلا بد من حرص المسلمين عليها وخاصة في الأيام المباركة من السنة فلا يوجد أفضل من صفاء القلوب والسكينة والطمأنينة.