الأمثال الكويتية قديما هي جزء من الثقافة، وتعبر عن الديموقراطية وحرية الرأي، وتعتبر توجيها اجتماعيا، إذ إنها تنمي القيم وهي مرآة للبيئة التي يعيش بها الناس ولطبيعتهم ومعتقداتهم، حيث إنها تعكس جوانب حياتهم اليومية وردود أفعالهم لما يتعرضون له من أحداث أو مشاكل، وهي النموذج الذي يقتدي به الجميع في المواقف المختلفة.
والأمثال الكويتية تمثل أدبنا الشعبي وهي الإرث الأدبي الذي يجب أن نحتفظ به ونعود إليه كلما رغبنا في معرفة المزيد عنه، وكان الكويتيون في الماضي يحرصون على هذه الأمثال التي قد تكون بمثل النصيحة أو لبناء السلام الاجتماعي أو لحل أي مشكلة، حيث إن المثل «الحقران يقطع المصران» يعني أنه عندما يسمع أي شخص أي كلام لا يعجبه فمن الأفضل عدم الرد ليس لضعف ولكن للترفع عن مستوى الرد على أي تجاوزات أو إساءة، وهذه دعوة للتسامح لمنع المشاحنات والحروب والضغينة ولصرف الشر وتحقيق السلام الاجتماعي.
قديما كانت هناك الكثير من الأمثال الكويتية التي كان يطلقها الرعيل الأول لمنع الشر ولإطلاق الحكم والنصائح والآراء السديدة، بالإضافة إلى الكثير من أمور الحياة، ولكن في الجيل الحالي الجديد غابت هذه الأمثلة ولا يوجد لها مثيل، كما أن بعض أفراد الجيل الحالي لا يعرف هذه الأمثال القديمة ولا يفقه معانيها والتي يجب أن يقوم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعمل إصدارات تحوي الأمثال والتعليقات عليها، ويا حبذا لو أنها تدرَّس في المناهج المدرسية وأن يتم تكثيف البرامج الإعلامية عليها لتوعية الجيل الحالي بما كان يطلقه الرعيل الأول من أمثال ومعانيها.
والأمثال الكويتية كثيرة منها «مال البخيل ياكله العيار»، «ياشين السرج على البقر»، «إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه»، «مد رجولك على قد لحافك»، «إذا فات الفوت ما ينفع الصوت»، «إذا بغيت صاحبك دوم حاسبه كل يوم»، «إذا حضر الماء بطل التيمم»، «إذا صار رفيجك حلو لا تاكله كله»، «عتيج الصوف ولا جديد البريسم».
إن الأمثال الكويتية هي أفضل حكم أطلقها حكماء الكويت، فلا بد أن نحافظ عليها حتى لا نفقدها ونفقد جزءا من ثقافتنا العريقة.