خطة التنمية الوطنية المنبثقة عن رؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أنه بحلول عام 2035 سيتم تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي وإقليمي جاذب للاستثمار يقوم فيه القطاع الخاص بقيادة النشاط الاقتصادي وتشجيع روح المنافسة ورفع كفاءة الإنتاج وترسيخ القيم والمحافظة على الهوية الاجتماعية وتحقيق التنمية البشرية والتنمية المتوازنة ولذلك فإن تشجيع القطاع الخاص وتسهيل الإجراءات من أهم العوامل التي تؤدي إلى تحقيق هذه الرؤية.
وهذا يضع على إدارة التراخيص الصحية بوزارة الصحة مسؤوليات وطنية ومهنية، ولكن واقع الأمر لا يدعو للتفاؤل لإدارة التراخيص الصحية ومبناها والذي أنشئ منذ عام 1993 وحتى الآن وهو عبارة عن شاليهات قديمة متناثرة في منطقة السالمية بمكان مزدحم لا يمكن أن تجد موقفا لسيارتك عند محاولة إجراء أي معاملة لديهم فماذا لو كان المراجع كبيرا في السن فإن ذلك يشكل صعوبة عليه للتنقل من شاليه الى آخر لإنهاء معاملاته.
هذا بالإضافة إلى أن من يتعامل مع هذه الإدارة ترهقه الإجراءات والبيروقراطية العقيمة وغياب الرؤية وفقدان البوصلة.
إن الزائر لتلك الإدارة يعتقد أنه في دولة أخرى غير متطورة وليس بالكويت أو أنه يعيش في القرن الماضي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أننا نحتاج إلى سنوات طويلة لتحقيق رؤية صاحب السمو وعلى الرغم من إعلان وزير الصحة السابق د.جمال الحربي بتدشين برنامج التراخيص الصحية الإلكتروني بهذه الإدارة من العام الماضي.
إنني أدعو وزير الصحة الحالي د.باسل الصباح الى أن يضع إدارة التراخيص على قمة أولوياته والقيام بزيارة ميدانية للاطلاع عن كثب على ما يدور في تلك الإدارة من تعطيل للقطاع الخاص وبيروقراطية بالية مما يسيء لوزارة الصحة ويعطل قيام القطاع الخاص بمسؤولياته في الاستثمار في سوق الرعاية الصحية والذي ينعكس على صحة المواطن وعلى التنمية وأنا أقول هذا كشاهد عيان شاءت الأقدار أن أرى بنفسي واقع الحال البائس والإجراءات العقيمة حتى مع أطباء رحلوا عنا وأصبحوا في ذمة الله ولكن إدارة التراخيص لم ترحم ذويهم بعد رحيلهم.
وأتمنى أن تتبنى المديرة الجديدة لإدارة التراخيص نهجا متطورا وأن تخطط لحصول الإدارة على شهادة الايزو أو الجودة، حيث إنه عندما تنخرط الإدارة في برنامج الايزو ستضطر إلى تطوير الإجراءات والسياسات وتدريب العاملين على جودة الأداء الذي أصبح ضرورة وليس منة من أي موظف يجد سعادته في تعقيد الإجراءات وإذلال المراجعين.
ولا أظن أن ما رأيته وعانيت منه بنفسي مثل غيري يحمل أي مؤشر يدعو للتفاؤل بإدارة التراخيص الصحية وما خفي كان أعظم ويبدو أن آخر العلاج هو الكي.
وأرجو أن يكون للوكيل المساعد الجديد المشرف على هذه الإدارة بصمات إيجابية لإصلاحها وتطوير العمل بها بما يليق بدورها المأمول لتحقيق رؤية صاحب السمو لكويت المستقبل وما تضمنته خطة التنمية بشأن تشجيع القطاع الخاص للقيام بدوره كشريك في مسيرة التنمية.
إن إدارة التراخيص هي واجهة وزارة الصحة أمام المستثمرين بالقطاع الخاص في سوق الرعاية الصحية ويجب أن تكون الواجهة مضيئة وجاذبة ولكن مع الأسف الشديد فهي الآن منفرة ومظلمة وتحتاج إلى العديد من عمليات التجميل والحقن بالبوتكس.