بحكمة الأب والقائد وكعادته السنوية في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، كانت كلمات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، تعبيرا عما يجيش في نفس كل مواطن غيور على بلده، وتضمنت الكلمة محطات مهمة يجب أن نمعن التفكير فيها وتكون منطلقا لمضاعفة البذل والعطاء والعمل المخلص لتحقيق رؤية كل مواطن كويتي في مستقبل أفضل عنوانه حب الوطن والمحافظة على الوحدة الوطنية فهي السياج القوي الذي يحمي الجميع ونبذ الصراعات والفتن.
وإن القراءة المتأنية لحروف وكلمات صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، وقلقه على أبنائه وشعبه جميعا وحرصه على تعزيز أواصر الوحدة الوطنية ونبذ الصراعات والطائفية والإدراك الكامل لدقة وطبيعة الظروف المحيطة بنا في عالم تسوده وللأسف الصراعات والحروب التي لا تخلف سوى الدمار وانهيار الدول وهو ما يتعين على كل منا أن يدرك ما عبر عنه أمير الإنسانية في كلمات موجزة ولكنها تحمل المعاني الكثيرة والمسؤوليات الجسيمة.
وعندما تحدث ربان السفينة والنوخذة، فإنه كان حديثا من القلب إلى القلب لدعوة الجميع إلى التكاتف في السراء والضراء والتمسك بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه السامية، وأن يدرك الجميع ما يحدث من حولنا من متغيرات، والاستفادة من العبر والعظات منها حفاظا على أمن الوطن واستقراره.
وأعطى صاحب السمو الشباب مساحة كبيرة في خطابه ودعاهم إلى القيام بدورهم وطمأنهم إلى أن الدولة تضعهم على قمة أولوياتها، وأكد سموه أن الاستثمار الحقيقي في الوطن هو في الشباب الواعد، وحث على ضرورة الاهتمام بهم من جميع مؤسسات الدولة سواء من الحكومة أو من مجلس الأمة ومن جميع الجهات لمساعدتهم على التحصيل العلمي المواكب لمتطلبات العصر وتحصينهم من الأفكار السيئة والسلوكيات المنحرفة وغرس روح الولاء وحب الوطن في نفوسهم، وكذلك دعوة الأسرة والمجتمع والمدرسة لتطوير قدرات الشباب وتنمية مواهبهم وتحفيزهم وتشجيعهم لممارسة الأعمال الحرة والمهنية وإقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة ذات الجدوى الاقتصادية وبما يعود بالخير والنفع على الوطن.
إنها رسالة أبوية من أمير الإنسانية لنحافظ على أمن وطننا واستقراره ووحدته الوطنية.