كشف البيان الصحافي عن الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء عن قيام وزير ووكيل الصحة بتقديم عرض لمجلس الوزراء عن المشروعات الصحية وتواريخ الافتتاح المتوقعة، وقد أثنى مجلس الوزراء على هذا الإنجاز، وتوقفت لحظات عند ذلك فهي مستشفيات جديدة فقط تم التخطيط لها والبدء بتنفيذها منذ عدة سنوات وفي وجود وزراء ووكلاء سابقين ومساعديهم من الجنود المجهولين وهذا لا يعيب أي مسؤول أن يشيد بمن سبقوه فلو دامت لغيرك ما اتصلت إليك فقد اتصلت لوزير الصحة الحالي والوكيل منذ عدة شهور، وهذه الفترة قطعا لا تكفي لبناء تلك المستشفيات والإنجازات.
أما عن مواعيد الافتتاحات المتوقعة فإنني أتمنى ألا تكون مجرد أمنيات حيث إن المواعيد يغلب عليها التفاؤل الشديد والحماس المفرط ومثال على ذلك مستشفى جابر الأحمد الصباح.
إن الصحة ليست فقط توسع بالمستشفيات الجديدة ولكنها أشمل من ذلك بكثير لأنها تشمل مراحل الوقاية والتعامل مع عوامل الخطورة قبل حدوث المرض وكنت أتمنى أن يكون عرض المشروعات الصحية ليس منحصرا في المباني فقط، بل أن يشمل رؤية وخطط الوزارة للوقاية من مرض السكر وأمراض القلب والسرطان والسمنة وزيادة الوزن والتغذية غير الصحية وهو ما كان يتطلب جلسة خاصة لمجلس الوزراء لتوزيع المهام والمسؤوليات عن الصحة على الوزراء الذين يجب أن يقوموا بإجراءات لتعزيز الصحة ولا تقتصر على وزير ووكيل الصحة، وكنت أتمنى أيضا أن تكون رؤية ورسالة وخطط الوزارة تتماشى مع المستجدات العالمية، وخصوصا أن الوقاية أصبحت محور اهتمام الخطط والبرامج الإنمائية على مستوى المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وبصفة خاصة بعد صدور قرار الأمم المتحدة بشأن الأهداف العالمية للتنمية المستدامة والتي يتعلق الهدف الثالث منها بالصحة بما هو أشمل من مجرد الاكتفاء ببناء المستشفيات الجديدة التي ستضيف إلى علاج الأمراض ولكن بعد حدوثها.
وأتمنى أن أرى جلسة خاصة لمجلس الوزراء لبحث وتطبيق مبادرة منظمة الصحة العالمية بتطبيق الصحة في جميع السياسات من خلال رؤية واضحة شاملة والاهتمام بالجوانب الوقائية لحماية البلاد من الأوبئة وبناء الإنسان المتمتع بالصحة بمفهومها الشامل جسديا ونفسيا واجتماعيا والاهتمام بالجانب الوقائي لتعود الكويت في المقدمة في مجال الصحة كما كانت سابقا.
ولعل العلاج الناجع لمشاكل الصحة هو الاستثمار في الصحة بمفهومها الشامل وليس الاكتفاء بالمباني الجديدة، حيث إن درهم وقاية خير من قنطار علاج.