سميت سورة مريم باسم امرأة وهي مريم بنت عمران تخليدا لها فقد ولدت المسيح عيسى ولادة عذرية وبدون أب وهذه هي السورة الوحيدة التي سميت باسم امرأة وذكر اسمها صراحة في القرآن وذلك لعظم قدرها في الإسلام وقد ذكرها القرآن في سورة آل عمران أيضا، قال تعالى: (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين)، فإنها أفضل النساء على الإطلاق.
ونزلت سورة مريم بسبب تأخر الملاك جبريل عن تنزيله للوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم حينما سأله أصحابه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين وكذلك بعض الآيات نزلت لأسباب أخرى.
وبدأت سورة مريم في الآية الأولى: كهيعص وهي حروف وليست كلمة فإن تفسيرها غير معروف عند معظم المفسرين فالبعض ذكر أنه اسم من أسماء الله تعالى والبعض ذكر أنه اسم من أسماء القرآن وآخرون ذكروا أنه اسم آخر للسورة، وقيل انه قسم أقسم الله به.
وتحتوي سورة مريم على معجزتين، معجزة ميلاد يحيى، إذ ان زكريا كان يكفل مريم ويرعاها في المحراب وكان يرى الرزق متوافرا لديها على الدوام، خاصة أن الوقت كان صيفا ويجد عندها فاكهة الشتاء على الرغم من عدم خروجها من خلوتها.
وتأتي الملائكة وتبشره بغلام قد اختار له الله الاسم وهو يحيى بمعنى الحياة على الرغم من كبر سنه وسن زوجته التي لم تلد سابقا ونبأته الملائكة بأن الله قادر على كل شيء.
وسأل زكريا ربه آية أو معجزة له فأخبره بأنه سيأتي عليه ثلاثة أيام لا يستطيع النطق فيها، رغم أنه سيكون غير معتل فإذا حدث له ذلك يكون قد تيقن أن امرأته حامل وأن معجزة الله قد تحققت وعليه أن يتحدث للناس عن طريق الإشارة وخرج زكريا يوما على الناس وأراد أن يكلمهم فاكتشف أن لسانه لا ينطق فعرف أن معجزة الله قد تحققت.
وكذلك معجزة ميلاد المسيح عندما جاء الملاك جبريل على شكل بشر لمريم وهي تتعبد في المحراب ببيت المقدس وذكر لها أنه سيكون لها ابن وهذا شيء بسيط على الله وسيكون معجزة وآية للناس جميعا ونفخ جبريل في جيب مريم وهو شق الثوب الذي في الصدر وحملت فورا.
وعندما حانت لحظة الولادة وأصابها ألم الولادة أنطق الله الوليد عيسى ليبعد عنها الحزن وطلب منها أن تهز جذع النخلة لتسقط عليها بعض الثمار لتأكل ولتشرب ولتمتلئ بالسلام والفرح ولا تفكر في شيء.
فإذا رأت أحدا من البشر فلتوحِ إليهم بأنها قد نذرت لله صوما فلن تتكلم اليوم مع أي إنسان وبالفعل ذهبت بوليدها للمسجد والتقت بقومها في طريقها وعندما استنكروا عليها وجود طفل لها وهي لم تتزوج ولم تكن بغيا وسألوها عن ذلك فأشارت إليه وأنطقه الله وهو حديث الولادة.
هذه المعجزات تدل على قدرة الله عز وجل وعظمته وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو الكبير المتعال.