كم كان رائعا أن أشاهد عبر تلسكوب الفلكي الكويتي عادل السعدون ظاهرة خسوف القمر التي حدثت وشوهدت في الكويت ولا يتكرر هذا الحدث إلا كل فترة طويلة، وقد استغرقت الظاهرة عدة ساعات، إذ إنه أطول خسوف كلي للقمر، كنا نشاهدها من خلال أكثر من تلسكوب مثبت في حديقة منزل الفلكي عادل السعدون وبالرغم من قسوة وحرارة الجو إلا أن الظاهرة النادرة كانت تستحق المتابعة والمشاهدة.
وخسوف القمر وكسوف الشمس آيتان من آيات الله لعظمته وقدرته عز وجل ولذلك فقد دعانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى إقامة الصلاة والتي استعدت لها وزارة الأوقاف بتحديد المساجد في جميع المحافظات للتسهيل على المواطنين والمقيمين لأداء تلك الصلاة بخشوع ولدعوة الخالق سبحانه وتعالى بالمغفرة والرحمة والرزق وخير البشرية.
ومما يؤسف له أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت بعض الأمور غير الصحيحة بشأن هذه الظاهرة والتنبؤ بأمور لا صلة لها بهذا الحدث وكان من الأجدر ألا تتم الاستجابة لها والتي كانت أقرب إلى الجدل والخزعبلات.
وإنني أشكر الفلكي عادل السعدون الذي اتسع بيته للحضور لرؤية وتوثيق ظاهرة الخسوف والتغطية الإعلامية لها لأن هذا الحدث نادر جدا ولا نعلم متى سيتكرر حدوثه ومن سيقوم برصده مستقبلا.
وقد أظهرت هذه المناسبة وجود كفاءات وخبرات وطنية متميزة في هذا المجال وحرصت جميعها على استخدام التلسكوبات الحديثة ووفرت الظروف المناسبة لمتابعة الخسوف وكأننا في مركبة فضائية تحلق بالقرب من سطح القمر وترصد مراحل خسوفه وتبين عظمة الخالق وقدرته سبحانه وتعالى كما تجلت في هذا الحدث النادر.
وتحدث ظاهرة الخسوف عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس من القمر في الأوضاع العادية وتحدث عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل (فيكون خسوفا كليا) أو تقريبي (فيكون خسوفا جزئيا).
وإن أفضل ما يقال عند الخسوف، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا».