يحتفل العالم بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية في الأسبوع الأول من أغسطس وقد حددته منظمة الصحة العالمية لأهمية الرضاعة الطبيعية وفوائدها لنمو الطفل والأم أيضا وقد حث ديننا الحنيف بالتأكيد على حق الطفل في الرضاعة الطبيعية.
قال تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين...) سورة البقرة 233.
وفي هذه المناسبة علينا أن نتذكر أمهاتنا اللاتي لم يبخلن علينا بالرضاعة الطبيعية، لأن الأم التي لا ترضع طفلها كانت تعتبر أمومتها ناقصة وكانت الرضاعة الطبيعية سائدة لغذاء الطفل الصحي وإشباعه عاطفيا أيضا لأن الرضاعة الطبيعية تقوي العلاقة بين الأم والطفل.
أما الآن فمن المؤسف أن معدلات الرضاعة الطبيعية أصبحت تدعو للخجل وأصبحت بدائل حليب الأم منتشرة بالرغم من حق الطفل في الرضاعة الطبيعية المنصوص عليه في قانون حماية حقوق الطفل وكذلك على الرغم من وجود ما يسمى بالمدونة الوطنية للرضاعة الطبيعية وما تنص عليه من قيود على بيع وتسويق وترويج بدائل حليب الأم بالإضافة إلى ان شركات الحليب الصناعي أصبحت تتسابق لترويج منتجاتها وتسويقها لدى الأمهات بعد الولادة مباشرة للفوز بعميل جديد.
وقد أظهرت الدراسات العلمية فوائد الرضاعة الطبيعية اللامحدودة وحذرت من تأثير بدائل حليب الأم وأغذية الأطفال المصنعة على نمو وصحة الأطفال ومسؤوليتها عن السمنة وزيادة الوزن بينهم وما يترتب عليها من أمراض مزمنة واضطرابات بوظائف الغدد.
كذلك فقد دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى تطبيق مبادرة المستشفيات صديقة الطفل التي تروج للرضاعة الطبيعية وتمنع الممارسات المتعلقة بالترويج لبدائلها.
وبمناسبة أسبوع الرضاعة الطبيعية فإنني أرجو أن تعود الرضاعة الطبيعية إلى سابق عهدها وخصوصا أن الأم المرضعة تحصل على تسهيلات بساعات من العمل لتمكينها من إرضاع طفلها وأتمنى ان تنشط الجهود للترويج والتوعية لحصول الأطفال على حقهم في الرضاعة الطبيعية وأن تكون لدينا مستشفيات صديقة للطفل في جميع المحافظات وليس في مستشفى العدان فقط لأنني على ثقة بأن أي مكاسب وإنجازات لرفع معدلات الرضاعة الطبيعية سيكون لها الأثر الإيجابي على صحة الأطفال وحمايتهم من الأمراض والسمنة وزيادة الوزن وإشباعهم نفسيا وعاطفيا ما قد يقلل العنف بين الأطفال.
كما أرجو تشديد الرقابة على تنفيذ القوانين والقرارات التي تصون حقوق الطفل في الرضاعة الطبيعية وحمايته من البدائل والأغذية المصنعة بما تحتويه من مضافات ومواد ضارة.
وهمسة عتاب واجبة للزميلات والزملاء الأطباء والصيادلة والهيئة التمريضية الذين يروجون لبدائل حليب الأم ويعرقلون جهود تشجيع الرضاعة الطبيعية ويحققون المنافع غير المهنية من تلك الممارسات التي يجب أن ننقي الجسم الطبي منها لأنها تلحق الضرر بفلذات أكبادنا وتؤثر على نموهم وصحتهم.