توجد وللأسف الشديد بعض الظواهر شديدة السلبية في حياتنا اليومية مثل التراشق بالألفاظ والتلميحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن ثم الاعتداءات الجسدية، وقد لا يعرف مستخدم هذه الوسائل عقوبة السب أو نشر الإشاعات المغرضة أو النيل من أي شخص حتى إن كان بحسن نية، كذلك فإن مجرد إعادة إرسال أي تغريدة (retweet) تضع الشخص تحت طائلة المحاسبة.
وفي الحياة اليومية قد نسمع أصواتا مرتفعة في الأماكن العامة أو في بعض الاجتماعات ونصاب بصدمة كبيرة عندما نعرف أن مصدر تلك التصرفات قد يكون شخصا له مكانته الاجتماعية بسبب تبوئه لمنصب رفيع في السابق أو لكبر سنه.
وإن استمرت تلك الظواهر فهذا يعني تزعزع النسيج الاجتماعي وانتشار العنف اللفظي والجسدي ويعتبر مثالا سيئا للأجيال القادمة، ونحتاج إلى من يردد دائما «شيمة الرجال الذوق والاحترام، وترى رفع الصوت حرام، عندك قضية ناقشها بالكلام الهادي بدون صراخ والسلام».
إن هذه السلوكيات لا تتفق مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف فقد نص القرآن الكريم على القول اللين والجدال بالتي هي أحسن حتى وإن كان الجدال مع فرعون فإن القول يكون لينا بالرغم من أنه كان طاغيا، قال تعالى: (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) سورة طه 44. وليس معنى القول اللين هو الضعف، بل إن الحكمة والبساطة تتطلب الالتزام بتعاليم ديننا الإسلامي والابتعاد عن تلك الممارسات الممجوجة التي لا تتفق مع شيم الرجال بل إنها تدخل ضمن ممارسات الهمجية التي لا تليق بمجتمع متحضر توافرت له وسائل الثقافة والتهذيب والتعلم والارتقاء بالممارسات والأخلاقيات سواء كان في البيت أو مكان العمل أو أي تجمعات أخرى.
وليبدأ كل منا بنفسه حتى تسود في المجتمع ثقافة التسامح والسلام الاجتماعي ونبذ العنف الذي يبدأ بعنف لفظي وقد يتطور بعد ذلك إلى عنف جسدي وسلوكيات مدمرة.
ويجب حماية المجتمع من مثل تلك التصرفات بإجراءات رادعة حيال أي تجاوزات حتى لا تسود شريعة الغاب ونعود إلى عصور الجاهلية.
ولا بد عند اختلاف الآراء أن تكون المناقشات بانتقاء الألفاظ التي لا تسيء للآخرين وبدون رفع الصوت وبدون التعدي على الآخرين حتى تكون للنقاش فائدة فاختلاف الآراء لا يفسد الود بين الطرفين، بل إن النقاش المبني على الاحترام قد يقرب وجهات النظر وتكون له فوائده للطرفين.
لذلك عند اختلاف الآراء لابد من مشاركة الآخرين في الرأي وباتباع الآداب العامة ليكون النقاش نافعا مثمرا.