[email protected]
hossamfathy66@
.. هل ما يحدث في عقول المصريين وحولها من تأثير غريب.. و«مريب» للإعلام عموما، ولوسائل الاتصال الاجتماعي خصوصا.. هو ظاهرة صحية؟
.. وهل الدور الذي أصبح يلعبه الإعلام «الجديد» ـ لو جاز التعبيرـ هو دور ايجابي يحقق أهداف توصيل المعلومة ونشر الخبر وتقصي الحقيقة وبث الحدث، ومعرفة الرأي؟!
.. هل نجح الإعلام الجديد أو البديل، كما يحب للبعض أن يطلق عليه، في «تسطيح» فكر المتلقي والمشاهد الى درجة ان يصبح حوار بين «سيدة مجتمع» وضابط في المطار حديث الناس لأسابيع؟! .. أو تظل حادثة سقوط خصلة شعر لمقدمة برامج هي الحدث الأبرز لأيام؟!.. أو بضع كلمات قالها «سائق توكتوك» هي شعار المرحلة؟!
.. من الذي أوصلنا الى ما نحن فيه؟.. هل هو الغياب الكامل للإعلام الجاد والهادف الذي يرنو إلى «الارتفاع بمستوى المتلقي» ضمن اهداف أخرى «جادة ومحترمة» أجد ـ شخصيا ـ أنها تكاد تختفي من الساحة الإعلامية المصرية ـ إلا من رحم ربي ـ ؟.. أم هو «الخواء» والانحدار الذي أصبح فيه الإعلام الرسمي المصري الذي يكاد يفقد تأثيره محليا.. بعد ان فقده إقليميا ودوليا؟
.. هل أخطأنا بتأخير إقرار «ميثاق الشرف الإعلامي»؟.. وهل إقراره وتطبيقه سيحل المشكلة ويعيد للإعلام المصري هيبته واحترامه؟.. أم أننا يجب ان نعيد النظر في قرار إلغاء منصب «وزير الإعلام ونعيده للحياة» ولو مؤقتا حتى يعرف إعلاميونا أن على عاتقهم مسؤوليات اجتماعية أهم كثيرا من «رفع مستويات المشاهدة» التي يطلبها «الباشا صاحب القناة»؟
.. أما الأخ «خريج التوكتوك» الذي استضافه عمرو ابن الراحل ممدوح الليثي «مصادفة»، وأيا كانت حقيقته، فإن حديثه موجع ولا شك، ويمس شغاف قلوب الفقراء ويقطع نياط قلوب المطحونين، ولكنه حديث لا جديد فيه، مكرر ومعاد ومقروء، والرد عليه ليس فقط بأن مصر الملكية عندما أقرضت بريطانيا وبلجيكا كانت تحت «الحماية» البريطانية، وأن جدود الأخ سائق التوكتوك، والمذيع ايضا كانوا مطحونين بالحذاء الاستعماري، أو أن النظام الحالي نجح في التصدي لوباء فيروس «سي»، وحقق العديد من الإنجازات الملموسة في تعبيد الطرق وإنشاء الأنفاق تحت القناة، وتوسعتها، وعمل سحارات لنقل المياه إلى سيناء، وبدأ استصلاح جاد للأراضي وتطوير غير مسبوق للعشوائيات، ومشاريع قومية للإسكان، ولكن الأهم أن الأخ السائق ـ اذا كان حقا سائقا فقط ـ استطاع ان يقول ما قال، والأخ عمرو استطاع بثه ولم يعتقلهما أحد أو يختفيا «اختفاء قسريا»!!، فمصر ما زالت دولة آمنة، والأهم انها ما زالت «دولة» حتى الآن!! ويقيني أنها ستظل دولة رغم كل ما يحيط بها من إرهاب وما يحاك حولها من مؤامرات، وما يشتعل «داخل» عقول وقلوب بعض ممن ينتسبون لمواطنتها من نيران الحقد وبعض من غباء ممزوج بمصالح ضيقة.
.. ما تحتاج إليه مصر اليوم هو جهد وعمل وإخلاص ووفاء كل ابن من أبنائها، ولا يمنع ذلك الحديث الموضوعي عن السلبيات لتلافيها، وعن الإيجابيات لإظهارها، لكن الإصلاح يكون بمزيد من الاستقرار، وليس بدعوات مشبوهة تدغدغ أحاسيس الفقراء، وتحلم بدفعهم الى «ثورة جياع» يتمنى الكثيرون تفجرها.. وهي أبعد من كوابيسهم وأضغاث أحلامهم المريضة.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.