مخطئ من يظن أن ما يحدث على أرض الشقيقة ليبيا لا يحتل قمة أولويات السياستين الخارجية والأمنية المصرية، وتنبع الأهمية القصوى لمتابعة ما يحدث على بعد كيلومترات قليلة من حدودنا الأطول على الإطلاق من منطلقات عديدة سياسية واقتصادية واستراتيجية.. وحتى اجتماعية.
وما اجتماع اللجنة المصرية المعنية بليبيا مع وفد المجلس الأعلى للدولة الليبية والذي استضافته القاهرة قبل أيام إلا قمة جبل جليد شديد العمق يضم تحركات جهات عديدة دبلوماسية وأمنية ومخابراتية للتوصل إلى تسوية سياسية تتمكن خلالها الشقيقة ليبيا من الحفاظ على وحدة أراضيها، وتتجنب مصير العراق وسورية واليمن، الأمر الذي تسعى مصر إلى تجنيب ليبيا ويلاته لصالح البلدين والشعبين.
إن اهتمام القاهرة بحل الأزمة الليبية ليس رفاهية أو غير ذي أولوية، وبرغم التعقيد الشديد للوضع السياسي، والتشابك بين القوى على الأرض، إلا أن وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وتعاضد أهلها وإبعاد شبح التقسيم الجاثم بظلاله السوداء، الذي يخيم بقتامته المخيفة على مستقبل الجارة الغربية، هو هدف القاهرة الأساسي، والذي وضحه بيان القاهرة الصادر في 13 ديسمبر الماضي.
وحسنا فعلت جامعة الدول العربية، العائدة من سباتها العميق، بترشيح السفير صلاح الدين الجمالي مبعوثا وممثلا للجامعة لحل المسألة الليبية، فالرجل لديه تصور واضح لحل الأزمة، يبدأ بإنشاء صندوق عربي لتقديم الدعم الإغاثي والعون الإنساني لأشقائنا في ليبيا، ومخطط للتعامل مع أكثر من نصف مليون نازح داخل ليبيا نفسها، وحلول سريعة لرفع مستوى معيشة الفرد في إحدى أكثر الدول العربية ثراء، والتي يعيش اكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر بسبب المقايضات السياسية التي تهدر أموال الموازنة العامة للدولة.
هل تصدقون يا سادة أن «ليبيا».. يعيش أكثر من نصف شعبها تحت خط الفقر؟!...
أتمنى أن تنتهي الأزمة الليبية قريبا، وأدعو الله أن تكون مصر مستعدة لمرحلة «العائدون من ليبيا»... حتى لا نقع في أخطاء مرحلتي العائدين من أفغانستان والعائدين من العراق.. وبانتظار العائدين من سورية!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
twitter: @hossamfathy66
facebook: hossamfathy66
alanba email id
[email protected]