يبدو أنني «تحججت» بالسفر الطويل هذا العام وفارق التوقيت البالغ 8 ساعات، و«تذرعت» بالفحوصات الطبية في بلاد ما وراء المحيط الأطلسي حتى أتوقف مؤقتا عن «فعل» الكتابة، وأمتنع عن التعليقات على ما يحدث.. «في وحول وعلى ومن».. مصر المحروسة!.. لكن ذكرى 6 أكتوبر لا ينبغي أن تمر كأي حدث عابر يمر مرور الكرام على بعض اللئام!
.. مهما مرت السنون على هذا اليوم المجيد، لا أنسى ما حييت هذا المزيج الشعوري النادر من السعادة والدهشة وعدم التصديق.. ثم الفرحة العارمة عندما تأكد خبر «العبور».. نعم مجرد العبور.. عبور قناة السويس.. وعبور خط بارليف.. والعبور الى الشط الشرقي والتواجد المصري على أرض سيناء الحبيبة.. وعبور الحاجز النفسي الذي «دمر» نفسية المصريين على مدى 6 سنوات من نكسة 67 وحتى استعادة الكرامة المصرية والعربية في 6 أكتوبر 1973.
شاء من شاء.. وأبى من أبى.. وشكك من شكك.. سيظل يوم «6 أكتوبر» رمزا لاستعادة الكرامة المصرية والعربية، ونموذجا للتضامن الشعبي ووحدة الجبهة الداخلية المصرية، وعنوانا للتضافر العربي من سورية والسعودية والكويت والإمارات شرقا وحتى المغرب والجزائر غربا.. مرورا بليبيا والسودان والعراق.. وبقية الدول العربية التي دعمت مصر سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وما أكثر المواقف والحكايات التي تروى عن رجال وقادة وزعماء.. ملأوا الدنيا بمواقفهم.. فخلدهم التاريخ.. وحفظتهم قلوب شعوبهم.
وفي ذكرى 6 أكتوبر العظيم تحية الى هؤلاء الأبطال والجنود المجهولين الذين بذلوا أنفس ما يملكون.. بذلوا أرواحهم وأجزاء من أجسادهم في سبيل استعادة كرامتنا قبل استرداد أرضنا.
تلك الروح الفريدة، روح العبور العظيم التي دفعت بخيرة شبابنا ليلقوا بأجسادهم في مياه القناة التي ألهبها «النابالم»، وواجهوا بصدورهم مدافع «دشم» الدفاع الحصينة في خط بارليف المنيع.. فدكوا النقاط الحصينة واقتحموا الخط الأسطوري.
تلك «الروح» هي ما نحتاجه جميعا للنهوض بمصرنا من عثرتها وتأخرها عن مصاف الدول المتقدمة.. وتحقيق العبور الجديد إلى مستقبل يستحقه أبناؤنا.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]