سألته مباشرة: لماذا لا تلقون الضوء على هذه المشروعات العملاقة التي يتفاجأ الناس بافتتاحها، دون أن يكونوا قد سمعوا عنها شيئا؟.. نظر لي المسؤول الكبير باندهاش قائلا: ماذا تقصد؟.. أجبته: يا سيدي قبل أيام فوجئنا بانعقاد احتفالات السادس من أكتوبر في فندق «الماسة» المترف في العاصمة الإدارية الجديدة.. ثم بعد أيام يفتتح الرئيس مركز المؤتمرات والمعارض الدولية الجديد في التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، والمقام على مساحة 75 ألف م2، ونفاجأ بصرح حضاري جديد يفوق نظيره القديم الرائع في مدينة نصر، واستطردت أضف الى ذلك ما جاء في عرض اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والذي تناول عشرات المشروعات التي ضمت إنشاء وتطوير عدة مطارات، ومشروعات إسكانية عملاقة، ومدنا جديدة، وبدائل للعشوائيات ومحاور مرورية، وثروة سمكية، ومشروعات بقطاع التعليم والرعاية الصحية.. ناهيك عن المشروعات العملاقة MEGA PROJECTS مثل محور قناة السويس والأنفاق تحت القناة والمناطق الصناعية والحرفية والأرصفة البحرية وغيرها..
قاطعني الرجل ـ وهو أحد المسؤولين عن مشروع عملاق ـ مبتسما: سأحكي لك عن أول مرة اجتمعت بنا القيادة السياسية، وكنا مجموعة صغيرة مسؤولة عن تنفيذ أغلب المشروعات التي ذكرتها، وأيضا التي لم تذكرها، وبعد أن تحدث المسؤول الكبير صمت برهة، ثم قال: تعرفون ماذا أكره؟.. فسكتنا بانتظار توضيحه.. قال: أكره كلمة «سوف» إجمالا.. وحرف السين في كلمات مثل: سننجز.. سنفعل.. سنفتتح.. سننشئ.. وأعتقد أن هذا «الحرف» هو إحدى الآفات التي ابتلي بها المسؤولون، لذلك أطلب منكم ألا تتحدثوا بصيغة «سوف»، ولا تستخدموا حرف «السين» في تصريحاتكم، فقط تحدثوا عن إنجازاتكم بعد إتمامها وليس قبل أو أثناء تنفيذها.
«انتهى كلام الرجل الكبير».. ويقول المسؤول الذي يحدثني لقد التزم أغلب المسؤولين الذين حضروا الاجتماع بذلك، ولهذا يحدث ما تسميه أنت مفاجأة.. ونسميه -نحن المسؤولين- الالتزام بالابتعاد عن حرف السين.
.. انتهى اللقاء وتذكرت بداية عملي الصحفي عندما كلفني الأستاذ لويس جريس رئيس تحرير «صباح الخير» وقتها بمتابعة تصريحات أحد الوزراء التي بدأها بـ «سوف» طوال فترة وزارته وكانت النتيجة «كارثة».. والله قد قتلنا حرف «السين»!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]