.. تحدثت في المقالين السابقين عن مشروع «نيوم» السعودي العملاق، وعن وضع المنطقة كلها في موقع جديد من خريطة العالم الاقتصادية بعد حقبة النفط، وعن دور مصر الذي أكد عليه صاحب الفكرة ولي العهد السعودي الشاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أكثر من مرة، سواء بقوله إن المشروع سيشمل السعودية ومصر والأردن، أو بتأكيده أن المنطقة الحرة المنتظر إقامتها في شمال سيناء ستكون هي المعبر الرئيسي للصادرات الخليجية من نفط وغاز ومنتجات بترولية إلى أوروبا.
.. والسؤال الذي يطرح نفسه: بعد توقيع الـ 21 اتفاقية بين السعودية ومصر، من بينها إنشاء المنطقة الحرة شمال سيناء في أبريل 2016، أي قبل 16 شهرا تقريبا.. ماذا فعل المسؤولون عن الاقتصاد المصري حتى لا «نتفاجأ» باحتياجات المشروع، وبأن «إمكانياتنا» لا تسمح بالمشاركة والحصول على ما تستحقه مصر واسم مصر وعدد سكان مصر من مناقصات وعطاءات إنجاز المشروع العملاق؟ خاصة ونحن نمتلك العديد من المميزات التنافسية مثل المعرفة بالأمر قبل غيرنا (16 شهرا)، والعلاقات السياسية القوية مع السعودية، ونحن الكتلة البشرية الأكبر والأكثر قربا من المشروع، ومصر ستشارك في إنجاحه عن طريق الإسهام بتسويق المنتجات عبر شمال سيناء، ولكن هل سنكتفي بدور «المعبر»؟!
أعتقد بضرورة تشكيل لجنة عليا رفيعة المستوى تضم خبراء «حقيقيين» من كل القطاعات المعنية، والاتصال بالجهة السعودية المشرفة على المشروع العملاق للتعرف على احتياجات المشروع بدءا بالبنية الأساسية والتي يجب أن تستعد شركات المقاولات المصرية العملاقة للتقدم لمناقصاتها وعطاءاتها، بالتحالف مع كونسرتيوم دولي لضمان التأهل للمشروع البالغ مساحته 26 ألف كيلومتر مربع.
ويركز على التكنولوجيا فائقة التطور، ومشاريع الطاقة المتجددة، ويستقطب أعلى الكفاءات حول العالم.
فما المانع من التعرف على احتياجات المشروع من العمالة الماهرة والمدربة، ولا أقصد فقط العمالة اليدوية، إنما ايضا المهندسين والأطباء والمبرمجين والاقتصاديين والخبراء.
.. وهذا يعيدنا مرة أخرى لضرورة الإسراع بالنهضة التعليمية والتدريبية.. فهي أساس أي تقدم.
.. وبالمناسبة هل عرفتم الآن لماذا كانت «تيران وصنافير»؟!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]