لا أعلم كيف ستقومون بذلك.. ولكن أعلم لماذا من الضروري أن تقوموا به.. وفي أسرع وقت..
عن المصالحة وتصفية الأجواء مع السودان «الشقيق» أتحدث، وأعتقد أن عودة العلاقات الطبيعية مع الجار الجنوبي الشقيق والأهم والأخطر يجب أن تكون على قمة أولويات أجهزة الدولة وعلى رأسها رئاسة الجمهورية والبرلمان ووزارة الخارجية وأجهزة الإعلام الحكومي و«شبه» الحكومي، التي بدأت تعزف مقطوعة بها العديد من النشاز والخلط بين النظام الحاكم في السودان وبين الشعب السوداني الشقيق الذي تجمعنا به أواصر ومصالح «حتمية وأبدية».
بداية، يجب أن نعترف بأن العلاقات المصريةـ السودانية تمر بمرحلة «حرجة» نتيجة الخلاف في ملفات متعددة أهمها: حلايب وشلاتين، والموقف السوداني من سد النهضة الأثيوبي، وتحويل جزيرة «سواكن» إلى قاعدة عسكرية تركية، ومخاوف الخرطوم من شائعات وجود قوات مصرية في إريتريا، وادعاءات الدعم المصري «العسكري» لثوار «دارفور».
أضف إلى ذلك ضغوط الأنظمة والدول الداعمة لجماعة الإخوان لدفع السودان الشقيق إلى مزيد من التشدد في علاقاته مع مصر.
ومع فتح كل هذه الملفات، بدأت أبواق إعلامية في القاهرة والخرطوم حملة من «الردح والردح المضاد»، لا تفرق بين أنظمة لها مصالح قد تتفق وقد تختلف،.. وبين شعب واحد في بلدين، كانا يوماً ما دولة واحدة تحمل اسم مملكة مصر والسودان تحت حكم ملك واحد، ولم يكن يهم وقتها أن مقر الحكم هو القاهرة أو الخرطوم.
المهم أن هذه الأصوات الإعلامية ينبغي أن تتوقف فورا عن «النعيق» الجارح لشعبنا الواحد في مصر والسودان كي تعطي الفرصة للتحرك الديبلوماسي «العاقل» لتقريب وجهات النظر، وعزل الخلافات ومحاولة حلها، أو على الأقل عدم تفاقمها، وكما قلت في البداية لا أعلم كيف ستقوم حكومتا وبرلمانا البلدين بذلك، ولكني أوقن بضرورة حدوثه.. وفوراً.
يا سادة.. كل جيراننا أشقاء.. وكل العرب إخوة كما تعلمنا وتربينا، ولكن يبقى للسودان في قلب كل مصري مكانة شديدة الخصوصية لا تضاهيها مكانة، فلا تدعوا مياه النيل التي نشربها نحن وإخوتنا السودانيين تتعكر.. حتى لا تعطوا الفرصة للصائدين في الماء العكر.. وهم كثر!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]