.. وزير خارجية ماما أمريكا هرول إلى قاهرة المعز مؤكدا أن بلاده تدعم محاربة مصر للإرهاب، وأن واشنطن تؤيد جهود مصر لدحر تنظيم داعش.
الأخ ريكس تغزل في العلاقات التي امتدت لأكثر من 50 عاما، وتحدث في كل شيء من ضرورة تسليح مصر وفي ملفات حقوق الإنسان وأوضاع منظمات المجتمع المدني، ولم يترك موضوعا إلا وتتطرق إليه، أو شأنا إلا وتحدث فيه: ليبيا وسورية وفلسطين وإسرائيل، والانتخابات الرئاسية المصرية (التي لم ينس القول بضرورة أن تكون نزيهة!!).
تزامنت زيارة ريكس تيلرسون مع زيارة أخرى مفاجئة قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية إسماعيل هنية، ولا شك أن زيارتي ريكس وهنية لهما علاقة وثيقة بالحرب الشاملة التي تطلقها مصر لدحر الإرهاب في سيناء وأماكن أخرى، وكذلك المعوقات التي تعترض طريق المعالجة بين السلطة الفلسطينية وحماس والأوضاع في غزة.
اعتقادي الشخصي أن مصر التي لعبت دور عراب المصالحة بين حماس والسلطة، تواصل التنسيق مع كل الأطراف في إطار دعم جهود السلام لإنهاء الصراع الأساسي بين إسرائيل وفلسطين، وأن واشنطن ما زالت مصرة على لعب دور في العملية، خاصة وأن ريكس يعتبر «أن القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل لا يدفع باتجاه أي تغيير في الإشراف على الأماكن المقدسة»!!
المهم هنا أن يعلم الجميع أن مصر قد عادت للعب الدور المحوري المقدر لها في المنطقة، وأنه لم يعد من الممكن تجاهل «ثقل» القاهرة في ميزان التوازنات الإقليمية والدولية، وأنه أصبح لزاما على من يريد أن يدخل إلى منطقة الشرق الأوسط أن يعبر من خلال بوابة القاهرة.. سواء كان ذلك من أجل دفع عملية السلام مع إسرائيل، أو كان لإزالة عقبات المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، أو للتنسيق في الحرب على الإرهاب.
تلك هي مصر القوية التي نريد، القوية بدبلوماسيتها وجيشها واقتصادها وأجهزتها السيادية والأمنية، وشبابها، وعلمائها.. فالقوة لا تتجزأ.. والعالم لا يحترم سوى الأقوياء.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]